يقول الخبراء إن الحروب الحديثة لم يعد فيها سر، وإذا كان هناك سر يحرص المهاجم عليه فهو في حجم الضربة واتجاه الضربة، وأعداء البحرين نشطوا خلال الأيام الماضية في حربهم الإعلامية المكشوفة متلهفين كثيرا لتشويه الحقائق خصوصا بعد تنفيذ أحكام قضائية بحق مدانين في قضية استهداف رجال الشرطة، فرأينا الأكاذيب في مجالات متعددة ومتشعبة وصاغت الفضائيات الإيرانية القصص والمسرحيات والأناشيد والفبركات وثرثرة طويلة عن حقوق الإنسان والقوانين وغيرها، والمضحك أن تلك الفضائيات استضافت عملاء لا يستطيعون فتح عيونهم جيدا بالرغم من أن النصوص المعدة مسبقا كانت أمامهم، ولكن حين تشترى عقول وأدمغة الآخرين كما تفعل الفضائيات الإيرانية دائما يحدث ذلك، فالكذب يحرق اجسادهم ويضحك في وجوههم.

أعداء البحرين في الداخل والخارج يعتبرون منطقة الإعلام منطقة نفوذهم ولعبتهم لأنها منطقة بإمكانها تحميل أرصدة هائلة ومتكدسة من الأكاذيب، خصوصا وسائل التواصل الاجتماعي التي أظهرت جرعات زائدة من التحريض وإضرام النار في النفوس والمجتمع تجاوزت الحد الذي يمكن أن يستوعبه العقل البشري، كان الحقد ينهال على البحرين من عدد من الحسابات تحت مسميات تنبض بالطائفية وتسبح في مستنقعات الإرهاب والعدوان، ولهذا علينا ردم هذه الثغرة نهائيا وحسم المسألة ومحاسبة المتورطين الذين يعملون وسط الظلام الدامس، فلابد أن تكون هناك سيطرة والقيام بأي عمل رادع لهذه الحسابات التي تشكل نقطة ارتكاز للتحريض واستمرار الإرهاب وهذه المهمة تقع على الإخوة في إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية حيث يفترض أن تكون لديها إحصائيات لهذه الحسابات التي تعمل على شكل منظمة إرهابية ومن السهل مشاهدة الأدلة الدامغة والموثقة بالصوت والصورة والاعترافات. 

سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه أكد في أكثر من مناسبة “أن محاولات استهداف المنطقة مازالت مستمرة ويجب التيقظ لها والعمل على مواصلة الجهود في التصدي لها”.

ما أريد قوله ان ترك مثل تلك الحسابات في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو التساهل معها أمر بالغ الخطورة، ويجب أن يرتفع عندنا مستوى المواجهة إلى أعلى درجة ممكنة، فهذه الحسابات الطائفية قد تكون قادرة على خلق تصورات غير دقيقة، ومن هنا تنشأ عادة الاختلافات بين الحقائق والصور التي تقدم للناس عن تلك الحقائق.