أصدرت قبل أيام “شؤون الإعلام” قراراً بوقف تداول واستخدام جريدة “الوسط” للوسائل الإعلامية الإلكترونية، وحتى إشعار آخر نظراً لتكرار قيام الجريدة بنشر وبث ما يثير الفرقة في المجتمع، وروح الشقاق والمساس بالوحدة الوطنية وتكدير السلم العام. 

الأداء المهني في الصحافة يتطلب مسؤولية وأمانة وشفافية ومصداقية في نقل الأخبار ونشرها لنتمكن من الارتقاء بالعمل الإعلامي.  نحن في مواجهة عدو يترقب ويرصد كل ما يسيء لمملكة البحرين ودول المنطقة لزعزعة أمنها واستقرارها والتدخل في شؤونها الداخلية مستغلا كل ما يحقق مآربه، لن نسمح لأي داعم لهؤلاء المغرضين وأي مروج لخزعبلات وأخبار مغلوطة أو صحف تستعرض مانشيتاتها بأساليب تصاغ لاستثارة الفتنة والفرقة، لا نريد إعلاما منحازا موجها ليكون متنفسا للدخلاء يشيع الفوضى بخبث أساليبه، لا نريد صحفا تفتقر لأخلاقيات الصحافة ومعاييرها!

إنها جهات سخرت نفسها للمناطحات المذهبية المفرقة، تخلط الأوراق وتستبدل المصطلحات، ويجب الحذر منها خصوصاً وسط زحام المشاحنات والتوترات التي نعيشها اليوم، يجب محاسبتها على تجاوزاتها وعدم الاعتراف بها بفرضها على المجتمع الذي أصبح لا يحتمل المزيد من الإشاعات والتزييف والافتراءات. يلعب الإعلام اليوم، خصوصاً بعد المستجدات السياسية، دورا مهماً وحساساً يتطلب دقة في النشر، لا يعقل أن تترك الساحة للصالح والطالح أن يحشد العالم بالمعلومات دون وضع ضوابط تلزم الناشر احترام المصداقية والإنصاف بقول الحق بدل الفبركة من قبل أفراد أو جهات مشبوهة. نحن في بلد ديمقراطي حضاري يتنعم بقدر لا بأس به من الحرية وهذا ليس مبررا لاستغلال هذه المساحة لتجاوز الحدود والمهنية، وانتقاص العقول بخداع العالم وغشهم بالأوهام المعززة لإلغاء الآخر وفرض أجندات وإملاءات خارجية تتعدى كل الخطوط الحمراء.

نحن بحاجة اليوم لتخريس من لم يكن أهلا للثقة، وكل من لا يحترم التشريعات الوطنية والثوابت الأخوية، نحن بحاجة للمزيد من الدعم للإعلام بكل وسائله كونه السلاح الأهم الذي استطاع أن يقود العالم، سلاح أثبتت الأحداث في الآونة الأخيرة مدى تأثيره على الرأي العام. 

نحن مع القرارات التي تكون خطوة في الطريق الصحيح لتنقية المجتمع من أي فكر مضلل يثير البلبلة والشقاق.