العدد 3020
الجمعة 20 يناير 2017
banner
ماذا نُريد من إيران؟
الجمعة 20 يناير 2017

هل ستقبل الدولة الإيرانية الحوار وفقًا للمبادئ الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية ومبادئ حُسن الجوار؟ أم تريد أن يكون الحوار وفقًا لنهجها السياسي المتمثل بتدخلها الدائم في شؤون أقطارنا العربية والخليجية؟ ماذا نريد من الدولة الإيرانية وأي حوار نريد معها؟  

نحن في أقطار الخليج العربي نريد حوارًا قائمًا على مبادئ الدبلوماسية، ومعتمدًا على أسس العلاقات الدولية في التعامل بين الدول، ونريد أن تكون إيران دولة تهتم بأمور شعوبها الإيرانية المحرومة من ثرواتها، هذه الثروات التي تستخدمها في تصدير مبادئ ثورتها للخارج، وفي تأسيس ميليشيات طائفية لتخلق الاضطرابات والقلاقل في الأقطار العربية، فأقطارنا وشعبنا العربي يُريد من الدولة الإيرانية أن لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأقطارنا، وكل ما يجري في البحرين أو السعودية أو في أي قطر خليجي آخر هو شأن خاص بنا، ولا علاقة للدولة الإيرانية به، وأن تدرك الدولة الإيرانية أن الشعب العربي في أقطاره الخليجية يعيش في أقطاره وليس في دولتها، ولا ينتمي إليها، وتتولى قياداته مسؤوليتها الوطنية تجاهه في كل شيء. نريد أن لا تدعم الدولة الإيرانية أي عمل مضاد لقيادات وسياسات أقطار مجلس التعاون، لا ماديًا ولا إعلاميًا ولا عتاديًا. 

إن تواجد القوات الأمنية والعسكرية للدولة الإيرانية في العراق ولبنان وسوريا واليمن يخلق الاضطرابات والصراعات، وله تأثير كبير على الخليج العربي. نريد أن تكف الدولة الإيرانية عن كل أشكال تهديداتها في مختلف وسائل الإعلام تجاه أقطارنا، وأن تعترف الدولة الإيرانية بأن إدارة الحج والعُمرة في الحرمين الشريفين هي مسؤولية الدولة والقيادة السعودية فقط دون غيرها من دول العالم الإسلامي. نريد أن تنهي الدولة الإيرانية كل دعمها وتسليحها للميليشيات المتواجدة في أقطارنا الخليجية والعربية. ولكن...

لقد دأبت الدولة الإيرانية بعد عام 1979م على نسج علاقتها مع أقطار الخليج العربي بخيوط الصراع الطائفي. إن جميع الشواهد تؤكد أن الشروط الجادة والحقيقية للحوار الخليجي ــ الإيراني غير متوفرة في الوقت الحاضر بسبب استمرار الدولة الإيرانية في دعمها وتسليحها الميليشيات المتواجدة على الأرض العربية، وبسبب التناقض بين الأجندة العربية والأجندة الإرهابية الإيرانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية