+A
A-

من يشتري لي كلية؟

أطفال في عمر الزهور، عمر بعضهم شهور، وآخرين بضع سنوات، ينتظرون الأمل الذي قد لا يأتي من داخل البحرين، أو قد يأتي متأخرًا. 

إنهم أطفال توقفت حياتهم على وجود متبرع، ينقذهم ويرحم أجسادهم الغضة، من ألم الغسيل المتواصل، وألم وخز الإبر المتكرر. 20 طفلا على قائمة الانتظار. 

تعب الأهل، وتعبت الأجساد الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة جراء المعاناة من الغسيل الأسبوعي. وأكدوا أن تفعيل قانون للتبرع بالأعضاء هو الحل.

 

مـــــــن ينقـــــــذ كــــــــرار؟

 

يقول أبوكرار لـ “البلاد” الذي لم يتجاوز عمر ابنه عامين: بدأ كرار عملية الغسيل منذ نحو سنة، وهو يجري “غسيلا دمويًا” 3 مرات أسبوعيًا، وكل جلسة تمتد 4 ساعات.

ويستدرك: إنه ابني البكر، وأنا أعمل “سائقا”، ووالدته لا تستطيع العمل؛ لأنها تعتني به.

ويضيف أنا لا أستطيع التبرع؛ لأني أعاني من حصى بالكلى، مردفا أن مشكلتنا اليومية التي نعيشها في كل لحظة هي أننا لا نجد متبرعا لكرار، وندعو أهل الخير لمساعدتنا. 

ويضيف: يجب تفعيل قوانين التبرع بالأعضاء بالبحرين ودعمها، فهي الحل الوحيد لهؤلاء الاطفال الذين ينتظرون “متبرعا” لإنقاذ حياتهم.

 

ارتفاع عدد المرضى من 8 إلى 24 خلال عام

سمير، طفل لم يتجاوز 11 عامًا. يعاني من فشل كلوي، ويجري “غسيلاً دمويا” 4 مرات أسبوعيًا، والده يعمل بوزارة الداخلية، وهو بحاجة شديدة للزراعة. 

يقول والده: سافرت إلى كل مكان، ولم أحصل على متبرع، ولم تتطابق الأنسجة “العائلية”، ولديّ 6 أطفال (4 بنات، ولدان)، ومن أين لي 40 ألف دينار لشراء كلية لابني، حتى لو بعت كل ما أملك فلن أستطيع الحصول على هذا المبلغ.

 

كشفت وكيل وزارة الصحة عائشة بوعنق أن معدل الإصابة بأمراض الكلى المزمنة والفشل الكلوي في تزايد مستمر ويصيب الكبار والصغار.

وأردفت أن إحصاءات 2016 بوحدة المؤيد لغسيل الكلى بمجمع السلمانية الطبي بينت كشفت عن 24 طفلا مصاب بالفشل الكلوي.

جاء ذلك ضمن فعاليات الاحتفال بيوم الطفل الخليجي” الذي انطلقت لأول مرة بالبحرين، تحت شعار “نسعى لمستقبل مشرق لأطفال الفشل الكلوي” وهي مناسبة تحتفي دول الخليج العربي سنويا، وأقيمت هذه المرة بمتنزه عين عذاري.

وأوضحت بوعنق، التي أقمت الفعالية تحت رعايتها، أن الوحدة سجلت 9 حالات جديدة في العام ذاته، ويتم عمل غسيل دموي أو بريتوني لهم.

وأشارت الى أنه وبالمقارنة بالعام 2015، كان العدد 8 أطفال فقط.

وأضافت: لذلك من الضروري العمل على تكثيف الجهود وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجهات ذات العلاقة للحد من انتشار أمراض الكلى وتقليل المضاعفات وتقييم الوضع الحالي ووضع الاستراتيجيات والبرامج والسياسات حسب نتائج ومخرجات التقييم.

 

3 حـــالات زراعـــة نـــاجحــة فــي 2016

كشفت استشارية أمراض الكلى للأطفال في وحدة المؤيد دينا محمد، في تصريحات لـ “البلاد” ان الوحدة أجرت العام الماضي 3 عمليات زراعة كلى لأطفال هم بحاجة ماسة لزراعة الكلى.

وأشارت إلى أن 80 % من أسباب الفشل الكلوي لدى الاطفال بسبب التشوهات الخلقية لديهم، موضحة أن إصابة الكبار بالفشل الكلوي تختلف عن إصابة الصغار؛ لان إصابة الكبار تأتي بسبب مضاعفات الأمراض المزمنة كالسكري والضغط.

وأضافت: أما الأطفال، فالفشل الكلوي الذي يصابون به يرجع الى تشوهات خلقية، منها انسداد بالكلى، أو التضخم أو التكيس، أو لأسباب أخرى مكتسبة مثل حالات الالتهاب المتكررة، التي تؤدي الى تليف بالكلى في أكثر الأحيان.

وأوضحت الاستشارية أن هناك أطفالا يقومون بالغسيل الكلوي البريتوني والدموي وعمرهم أيام، عمر بعضهم لا يتجاوز 3 أشهر، مبينة أن الوحدة تستقبل الأطفال من عمر يوم الى 18 سنة. 

وقالت إن الوحدة تشرف ويعالج طفلا بحرينيا (مولودا جديدا) عمره أيام، وولد بكلية واحدة مشوهة، والولادة تمت بسلام بمجمع السلمانية الطبي. 

 

20 حالة انتظار 

ذكرت استشارية الكلى للاطفال في وحدة المؤيد لزراعة الكلى دينا محمد أن الوحدة لديها 20 طفلا مصابا بالفشل الكلوي على قائمة الانتظار.

وقالت: بدأنا في إجراءات الزراعة لبعض الأطفال، ومنها سلامة الأنسجة وتطابقها، وإجراء الفحوص والتحاليل والاشعة للمتبرعين للتأكد من سلامتهم وقدرتهم على التبرع.

 

لا متبرعين في البحرين

ثمنت استشارية الكلى للاطفال في وحدة المؤيد لزراعة الكلى دينا محمد الدعم المتواصل من الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء، صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة للارتقاء بالقطاع الصحي والخدمات الصحية لتصل الى أعلى المستويات، وتوجيهاته السديدة بتقديم خدمات رعاية صحية متميزة للمواطنين والمقيمين في البحرين، موضحة أنه تم تزويد قسم الكلى بأجهزة حديثة ومتطورة وعلى أرقى المستويات وبتكلفة باهظة جدا، لتخدم المرضى في هذا القسم.

وقالت دينا محمد إن أكبر التحديات التي تقف عائقا أمامنا في علاج مرضى الكلى ممن “يغسلون” الكلى لعدة مرات أسبوعيًا، هو عدم وجود متبرعين، لأننا دائما نفضل الزراعة في مثل هذه الحالات التي أصبح اصحابها يعانون من الغسيل المتكرر خصوصا الاطفال؛ لأن الزراعة تجعلهم قادرين على مواصلة حياتهم الدراسية بصورة طبيعية، مشيرة إلى أن الاهل عادة هم أفضل المتبرعين لأطفالهم.