العدد 3022
الأحد 22 يناير 2017
banner
“النواب”... سقوط مع مرتبة الشرف!
الأحد 22 يناير 2017

“بذمتكم” هل شاهد المواطن بروز دور متميز للنواب خصوصا على صعيد القرارات المنفردة التي تتخذها الحكومة فيما يتعلق برفع الدعم وزيادة الرسوم وغيرها من اللائحة المعروفة؟ أصوات كثيرة منهم تشجب وتستنكر وتدعو إلى سحب القرار، وآخرون يحاولون تفسير الموقف وهناك من يزايد ويباعد والجميع يتصور أنه يقوم بجهد ما أو يسهم بشكل فعلي في كل ما فيه صالح المواطن، ولكن شيئا من هذا لم يحدث أبدا، والدليل خسارتهم في كل الجولات وعدم تمكنهم من معالجة الأمور أو حتى الوصول إلى حل مرض للجميع.

لم نر أية مؤشرات ثابتة تدل على أن السادة النواب يستطيعون حسم الموقف لصالحهم وتحمل مسؤولية الدفاع عن المواطن والالتزام بحقوقه وتحقيق أمانيه، واليوم عندما تسأل أي مواطن السؤال التقليدي... ماذا فعل لك النواب طوال هذه السنوات وهل حققوا لك الفائدة المرجوة؟ بالتأكيد سيكون الجواب كلا.. سكون متناه وتمدد في كل الاتجاهات إلا اتجاه المواطن الذي يدفع ثمن تصديقه الكلمات العذبة أيام الانتخابات. نحن لا نلوم الحكومة بالقدر الكبير وإن كان هناك بعض التذمر من القرارات الأخيرة جراء التقشف وتقليل المصروفات وقرار توقيف العلاوة السنوية سيدخل المواطن في نفق ضيق ومظلم وطويل وكثير التعرجات، ولكننا نلقي اللوم الأكبر على من يمثلنا في البرلمان وغيابه وعجزه كليا عن صنع القرار، فضلا عن سقوطه المتكرر في الاختبارات والاكتفاء بالفرجة والاستنكار على ما يحدث.

الحكومة رفعت الدعم عن اللحوم في بداية الجولة، وفي الجولة الثانية رفعت أسعار البترول وتوالت جولات “عصر المواطن كالليمونة” ومع كل جولة يشعرنا النواب بأنهم لا يملكون أية سلطة وقوانين ولوائح وخبرات واسعة لحسم الموقف لصالحهم بكل يسر وسهولة، بل كل ما يستطيعون فعله أصوات تستنكر وتدابير وإجراءات ضعيفة لا تغير المعادلة.

أحد الأصدقاء قال لي وهو مصفح ومدرع بالسخط والغضب بعد قرار توقيف العلاوة السنوية، “أنا لا أعرف الحكومة ولكنني أعرف المحامي الذي أقسم بالدفاع عن مصالحي ومستقبلي وهو النائب الذي لم يستطع أن يفعل أي شيء. لكل محام أسلوب خاص ولكن يبدو أن جميعهم فاشلون”. مع الأسف علقنا آمالا كبيرة على النواب ولكن لم نستفد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية