+A
A-

فيلم “الأشقر”.. عندما ينجح البحريني في السينما!

يمثل فيلم “الأشقر” للمخرج البحريني الطموح سلمان يوسف رابع أفلامه القصيرة والذ يعتبر نقلة كبيرة في زوايا الافلام القصيرة في البحرين والمنطقة، فهو في قصته الاساسية والتي جاءت من أحداث حقيقية يحكي لنا صراع الديكة كمضمون اساسي، لكنه المخرج والسيناريست البحريني الشاب اراده معه أن يكون مغايرا من حيث المقاربة الفكرية والفنية، ليضعه في سياق البحث والتسجيل الأنثروبولوجي لتقليد ربما يكون مستجلب في الثقافة الاجتماعية البحرينية والخليجية. 

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى مقاربة واقع الصراع في العالم الإنساني، حالات الغضب والاستملاك والغرور. فيقدم قضايا العنف الأسري بصورة عالم مصارعات الديوك البعيد عن التسامح والتعمق في العنف بكل الصور ووحشية عندنا او في اي مكان داخل وخارج بيتك وما يمثل ذلك للمشاهد من انعكاسات في لعبة “قذرة” لجني المال بعد المراهنات والاستملاك بعيدا عن اي قيمة انسانية.

يقدم الفيلم قصة سالم مصارع الديوك صاحب الديك الأشقر ذو السجل الخالي من الهزائم، يدخل في صراع على سيادة الحلبة مع بوجاسم تنعكس نتائج المباريات على علاقته مع زوجته هدى التي سخرها لخدمة ديوكه، و ترصد عوالم مصارعة الديوك في الخليج العربي و بشكل خاص في البحرين. ويقدم الفنان البحريني المبدع عمر السعيدي شكلا خاص من العنف واللامبالاة بالمشاعر في دور “سالم” الذي لا يجد في الحياة الا ديكه “الاشقر” الذي يحبه اكثر من نفسه وزوجته الى خفايا حلبات مصارعة الديوك الغير قانونية بالمراهنات بطريقة وحشية في مزارع بشكل سري ومنظم وبمبالغ كبيرة.

ويجسد سالم دور المهووس بهذا الديك “الاشقر” فهو لا يهزم ومعروف عند المراهنين بذلك، فيحقق له الاموال والفوز دائما الى ان يتدخل “بوجاسم” الذي يقدمه الفنان الكبير عادل شمس الذي يقود عصابة لنزع الفوز من الاشقر وسالم ولتحقيق ذلك هناك الكثير من الظروف والايادي الخفية لا يعلم عنها سالم وهكذا تدور الاحداث فنشاهد مدى تأثر ذلك على سالم وزوجته التي تقدمها النجمة “فوز الشرقاوي” بصورة جميلة، فهي مغلوبة على امرها وسط هذا الهوس وكل مايدور حولها وحول زوجها والاشقر، فتقدم دور المرأة المعنفة بصورة رائعة جدا خصوصا وان هذا العمل هو الاول لها في السينما، فتخدم زوجها وديكه “الاشقر” لكنها تدفع ثمن سكوتها عن عنف زوجها غاليا.

اشرف على السيناريو استاذ السيناريو في البحرين السيناريست الكبير فريد رمضان فكانت لمساته واضحة منذ تتر المقدمة، فقد قام السيناريست بتطويره مع المخرج الشاب لاحداث حقيقيو استطاع فريد ان يمزج الابداع فيه والخيال، وهكذا اكتمل الفيلم، بنص مميز وبزبداع مخرج بحريني يتطلع للمستقبل، وقد اثنى جميع حضور الفيلم مؤخرا في الدورة الاخيرة لمهرجان دبي السينماذي الدولي، حيث شارك الفيلم بأسم البحرين ونال رضا الجميع من نقاد وحضور، وشكل له احتكاك بمنتجين الافلام وتجربة جديدة للاستمرار وتقديم المزيد من الابداع. الفيلم قدم مجموعة ممتازة من الشباب البحريني الطموح، فيقدم كلا منهم بقيادة سلمان الادوار بصورة متكاملة.