+A
A-

قرار إعفاء العرادي .. متسرع أم مدروس؟

وضع الاتحاد البحريني للكرة الطائرة نقطة على نهاية السطر مع المدرب الوطني عبدالجليل العرادي بعد أن عمل لحوالي 10 سنوات مع منتخبات الفتيات وكون فرقاً على مستوى السيدات والناشئات حققت إنجازات خليجية متميزة عززت مكانة الكرة الطائرة النسائية على الصعيد الخليجي والعربي بعد أن كان النشاط النسائي على مستوى اللعبة غائبا تماماً لفترة طويلة من الزمن.

إنهاء خدمات أي مدرب وتغييره هو أمر طبيعي في عالم الرياضة، كما ندرك تماماً بأن تغيير المدربين هو حق اصيل من حقوق مجلس إدارة الاتحاد أو النادي شريطة أن تكون أسباب التغيير منطقية والتوقيت مناسب حتى لا يؤثر على مسيرة الفريق أو المنتخب.

بالنسبة لحالة المدرب الوطني جليل العرادي ومساعده أحمد صالح فإن التغيير من وجهة نظري لم يكن مناسباً من حيث التوقيت بالدرجة الأولى، لأن منتخب السيدات مقبل على مشاركة خليجية هامة جداً تتمثل في الدورة الخامسة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون الخليجي التي ستحتضنها العاصمة القطرية الدوحة خلال شهر مارس المقبل والمنتخب بأمس الحاجة إلى الاستقرار الفني والنفسي لينعكس ذلك على نتائج ومستوى المنتخب في الدورة.

القريب من منتخب السيدات يدرك تماماً بأن المدرب جليل العرادي لا يعتبر بمثابة مدرب بالنسبة لهن وإنما هو أب لجميع اللاعبات، فهو الذي دربهن وأخذ بيدهن منذ نعومة أظافرهن، وهن يحترمنه كثيرا ويقدرنه بحكم العلاقة الوطيدة التي كونها معهن ليشكل فريقاً أشبه بالعائلة الواحدة وعندما تفتقد اللاعبات رب الأسرة فإنها معرضة للضياع والتشتت.

لقد ساهم العرادي بصورة كبيرة في صناعة منتخب سيدات يمارس اللعبة بكل مهارة وإتقان، فمن كان يشاهد تداول الكرة بين اللاعبات سيعتقد للوهلة الأولى بأنه يشاهد منتخبا للرجال في تنفيذ مهارات الضرب الساحق والدفاع والاستقبال والإرسال، وكانت بطولة الأندية العربية للسيدات التي نظمتها مصر قبل فترة وجيزة آخر استحقاق للمدرب مع المنتخب وهو الأعراف بقدراتهن وإمكانياتهن فلماذا تم الاستغناء عن خدمات المدرب وهو الذي اثبت جدارته في معظم البطولات التي خاضها رغم قلة الإمكانات وعدم توفر المعسكرات.

تفصلنا عن موعد دورة الألعاب الخليجية أقل من شهرين، وكان من الأجدى الإبقاء على المدرب حتى الدورة الخليجية لضمان تحقيق أفضل النتائج، خصوصاً وأن العرادي وصالح قريبان من اللاعبات ولديهما خبرة في التعامل مع مثل هذه البطولات، خصوصا اذا ما أخذنا في الاعتبار أن سيكيولوجية الفتاة تختلف عن الرجل فهي تتأثر بالظروف المحيطة بها أكثر من اللاعب والتغيير ربما يكون له تأثير سلبي على نفسياتهن.

المطالبة بالإبقاء على العرادي لا يعني الاعتراض على تعيين المدرب الوطني الخلوق ياسين الميل من باب تعدد الفرص وهو الذي كان يستحق الحصول على فرصة العمل مع المنتخبات الوطنية منذ فترة طويلة لكفاءته وخبرته، إلا أن تعيينه في هذا الوقت ربما لن يخدم عمله، وما المانع لو منح العرادي الفرصة الأخيرة وعين الميل في الجهاز الفني ليتأقلم مع الفريق ويكون على رأس الجهاز الفني فيما بعد.

نتمنى بأن يكون قرار الاتحاد مدروساً وغير متسرعاً ونرى إنعكاساته الإيجابية في الدورة الخليجية مع أن الظروف المحيطة بالمنتخب لا توحي بذلك.