+A
A-

“كونغرس البحرين” يكسر تابو كرة القدم العالمية

من المرتقب أن يحسم الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” قرارًا تاريخيًا على هامش انعقاد الجمعية العمومية (الكونغرس) في مملكة البحرين بشهر مايو المقبل.

وتكمن أهمية “كونغرس البحرين 2017” في أنه سيشهد عملية توزيع مقاعد القارات لتحديد عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم، وذلك في إطار تنفيذ قرار زيادة عدد منتخبات كأس العالم من 32 إلى 48 في مونديال 2026.

وتفضي الزيادة إلى توزيع 16 مقعدًا إضافيا على الاتحادات القارية الستة بمعايير الأداء وليس الجغرافيا، الأمر الذي يجعل مناقشة الموضوع أكثر الأمور حساسية في عالم كرة القدم.

ويبرر ذلك إجراء تعديل على عدد منتخبات كأس العالم ثلاث مرات منذ انطلاق البطولة في العام 1930، وتمثل التعديل الأول في مونديال 1934، إذ تم السماح بمشاركة 16 منتخبًا، وفي العام 1982 سمح بمشاركة 24 منتخبًا، وفي العام 1998 تم السماح لـ 32 منتخبًا.

لكن هذه الزيادات الثلاث في عدد المنتخبات غيّرت الكثير من ملامح بطولة كأس العالم وكذلك التصفيات التأهيلية على مستوى 208 دول أعضاء في المنظمة الكروية المسؤولة عن كرة القدم والمتمثلة في الاتحادات القارية الستة، إذ تم توزيعها للمنافسة على المشاركة في كأس العالم بالعام 2018 حسب التصنيف التالي:

الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يمثل 45 دولة في قارة آسيا وأستراليا، الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يمثل 53 دولة في قارة إفريقيا، اتحاد أميركا الشمالية وأميركا الوسطى والبحر الكاريبي لكرة القدم يمثل 35 دولة في قارة أميركا الشمالية وأميركا الوسطى، اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم يمثل 10 دول في قارة أميركا الجنوبية، اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم يمثل 11 دولة في قارة أوقيانوسيا، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم يمثل 54 دولة في قارة أوروبا.

وتتحدث التقارير الصادرة مؤخرًا عن توزيع يقضي بزيادة مقاعد القارة الأوروبية إلى 16 مقعدًا بدلاً من 13، والقارة الإفريقية 9 مقاعد بدلا من 5، وآسيا 8 مقاعد ونصف بدلاً من 4 ونصف، أميركا الجنوبية 6 مقاعد بدلاً من 4 ونصف، والكونكاكاف 6 مقاعد ونصف بدلاً من 3 مقاعد ونصف، وأوقيانوسيا مقعد بدلاً من نصف مقعد.

لكن هذا التوزيع لا يمكن اعتباره نهائيًّا قبل أن يتم إقراره في كونغرس البحرين 2017، وهو ما يجعله موعدًا لمناقشة أكثر القضايا المثيرة في عالم كرة القدم، والتي سبق لها أن سببت صراعات واعتراضات بلغت مرحلة اتخاذ عدد من الاتحادات القارية والدول الأعضاء قرار مقاطعة بطولة كأس العالم؛ لعدم شعورها بالرضا من طريقة توزيع المقاعد على القارات بشكل منصف، إذ تصب في صالح أوروبا وأميركا الجنوبية، اللتان تحصلان على 18 مقعداً فيما تحصل بقية القارات الأربع على 13 مقعداً.

ولتوضيح أبعاد قرار توزيع المقاعد الذي سيكسر “تابو” الممنوعات في عالم كرة القدم، عندما تلتئم الجمعية العمومية في كونغرس البحرين 2017 لتوزيع المقاعد القارية بعد أن تم تأجيلها عند إقرار زيادة منتخبات كأس العالم نظرًا لحساسيتها.

ولتسليط الضوء أكثر على هذه القضية نستعرض في السطور التالية أبرز التغييرات التي طرأت في السابق على بطولة كأس العالم منذ انطلاقها في العام 1930، إذ يتضح مدى تأثير قرارات توزيع المقاعد القارية على سير الأحداث في البطولة، وما يتبعها من إصدار قوانين جديدة في لعبة كرة القدم؛ بهدف الحفاظ على هامش المتعة والإثارة.

أبرز التغييرات 

* أقيمت النسخة الأولى من بطولة كأس العالم في العام 1930 في الأوروغواي دون تصفيات مؤهلة، بعدما دُعيت جميع المنتخبات المنتسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم للمشاركة، لكن 13 دولة شاركت فقط، سبع منها من أميركا الجنوبية، وأربع من أوروبا، واثنتين من أميركا الشمالية.

* في النسخة الثانية بالعام 1934، قرّر 32 منتخبًا المشاركة في البطولة، ونظرًا لعدم إمكان إقامة البطولة بمشاركة هذا العدد تم تحديد 16 مقعدًا من جميع القارات وأجريت تصفيات ليتأهل 16 منتخبًا.

وعلى الرغم من استضافة إيطاليا للبطولة إلا أنها خاضت تصفيات التأهل التي أقيمت على أساس التوزيع الجغرافي، بحيث منحت قارة أوروبا 12 مقعدًا ومنحت الأميركتان الشمالية والجنوبية (3 بطاقات) وبطاقة واحدة لقارتي آسيا وإفريقيا. وكانت تسعة من المنتخبات الستة عشر يشاركون للمرة الأولى.

* النظام السابق لم يكن يحدد فترة معينة بين التصفيات التأهيلية القارية وبين نهائيات كأس العالم، إذ أقيمت مباراة في التصفيات بين الولايات المتحدة والمكسيك قبل 3 أيام من بداية المونديال.

لا مباراة نهائية

* النسخة الثالثة من بطولة كأس العالم في العام 1938، اعتمدت للمرة الأولى تأهل المستضيف وحامل اللقب بشكل تلقائي إلى النهائيات التالية، لكن تم إلغاء هذا النظام في مونديال 2006.

* من أصل 14 بطاقة تأهل، تم تخصيص 11 بطاقة إلى أوروبا، اثنتان إلى الأميركتين وواحدة إلى آسيا. ونتيجة لذلك، كانت الدول غير الأوروبية الثلاث: البرازيل وكوبا وجزر الهند الشرقية الهولندية، وتم الإبقاء على نظام إخراج المغلوب إذا انتهت المباراة بالتعادل بعد 90 دقيقة، ثم 30 دقيقة من الوقت الإضافي، وإن لم يسجل أي فريق هدفًا يتم إعادة المباراة. وكانت هذه البطولة هي آخر بطولة تستعمل نظام إخراج المغلوب، كما أن النسخ التالية تأخرت 12 عامًا؛ بسبب الحرب العالمية الثانية.

* النسخة الرابعة في العام 1950 ونظرًا لأن البرازيل وإيطاليا متأهلتان تلقائيًّا؛ كون الأولى مستضيفة والأخيرة حاملة لقب، بقي 14 منتخبا، ووزعت مقاعد القارات على سبعة منتخبات أوروبية وستة من الأميركتين وواحد من آسيا. ووضعت بموجبها المنتخبات الـ 15 الباقية في أربع مجموعات.

* تم تحديد نظام جديد في البطولة، بحيث يلتقي متصدر كل مجموعة من المجموعات الأربع في مجموعة نهائية (وهذا النظام لم يحدث إلا في هذه البطولة)، ولذلك لم تكن هناك في الواقع مباراة نهائية، ولا مباراة مركز ثالث.

التبديلان والبطاقتان

* النسخة التاسعة العام 1970 تأهلت المكسيك كدولة مستضيفة ومنتخب إنجلترا كبطل للنسخة السابقة، بينما تنافست 75 دولة على 14 بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم، واستجاب الاتحاد الدولي لكرة القدم لمطالب قارتي آسيا وإفريقيا بعدما انسحبتا من منافسات النسخة الثامنة، وقام بمنح القارتين بطاقة كاملة، بينما منح أوروبا 8 بطاقات وأميركا الجنوبية 3 بطاقات، وبطاقة لقارة أميركا الشمالية. 

* شهدت البطولة تغييرات في بطاقات التأهل نتج عنها مشاركة 16 منتخبًا من كل القارات، وطال التغيير ليشمل بعض القواعد والقوانين، إذ تم السماح بإجراء تبديلين لكل منتخب للمرة الأولى في تاريخ البطولة، كما منح الحكام حق رفع البطاقتين الصفراء والحمراء، بعد أن كانت من قبل شفهيًّا، ولم يتم استخدام البطاقة الحمراء في تلك البطولة.

* النسخة العاشرة بالعام 1974 شهدت العديد من التغييرات، منها تقسيم الفرق الـ 16 على أربع مجموعات، ثم يتم تقسيم الفرق المتأهلة للدور الثاني إلى مجموعتين يتأهل بطل كل مجموعة إلى المباراة النهائية بينما يلعب صاحبا المركز الثاني في مباراة المركزين الثالث والرابع.

 ركلات الترجيح 

* بالنسخة الحادية عشرة العام 1978 أقرّ الاتحاد الدولي لكرة القدم لأول مرة نظام ركلات الترجيح في حال انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بتعادل الفريقين، ولكن لم يتم استخدامه في تلك البطولة، إذ انتهت كل المباريات قبل نهاية الوقت الأصلي أو الإضافي.

* النسخة الثانية عشرة بالعام 1982 تميزت بالعديد من المباريات المثيرة والممتعة، واعتبرت من أكثر البطولات إثارة بعد كأس العالم 1970، إذ كانت المرة الأولى التي تضم 24 منتخبا بدلاً من 16 في البطولات الماضية. * تم تقسيم المنتخبات المشاركة على 6 مجموعات؛ نظرًا للزيادة، يتأهل منها أول وثاني كل مجموعة، ليتم تقسيمها مرة أخرى على 4 مجموعات يتأهل بطل المجموعة إلى الدور ربع النهائي.

* النسخة رقم 14 في إيطاليا 1990، بقي نظام البطولة على ما هو عليه في البطولة السابقة العام 1986، إذ تأهل 24 منتخبًا للنهائيات، وتم تقسيم المنتخبات لست مجموعات، وانخفض معدل إحراز الأهداف بشكل ملحوظ في البطولة، وظهرت البطاقات الحمراء 16 مرة، ويعتبر منتخب ألمانيا الغربية من المنتخبات القليلة التي اختارت الهجوم على منافسيها في المباريات، فقد لجأت معظم المنتخبات إلى نظام اللعب الآمن واللجوء للركلات الترجيحية بعد 120 دقيقة من اللعب.

 

 نقاط الفوز

* النسخة رقم 15 في الولايات المتحدة الأميركية العام 1994، شهدت العديد من التغييرات، وقام الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنح الفائز 3 نقاط عوضًا عن نقطتين، كما تم تغيير قانون إعادة الكرة إلى حارس المرمى، وذلك بمنع الحارس من الإمساك بالكرة في حال تم إرجاعها من زميله في الفريق.

 * النسخة رقم 16 التي أقيمت في فرنسا اعتبرت البطولة الأولى التي تشهد مشاركة 32 منتخبا، إذ شارك 174 منتخبًا من القارات الست في التصفيات، وتأهل 14 بلدًا عن قارة أوروبا باستثناء فرنسا، إذ تأهلت عشرة منتخبات بعد تصدرها للمجموعات ولعب أصحاب المركز الثاني مباراة فاصلة ليتأهل منها 4 منتخبات.

* في أميركا الجنوبية تأهلت ثلاثة منتخبات بعد تصدرها قمة الترتيب، ولعب صاحب المركز الرابع مباراة فاصلة مع الملحق من أميركا الشمالية، وتأهل عن إفريقيا 5 منتخبات، وتأهل عن آسيا 3 منتخبات، وتأهلت إيران بعد فوزها على أستراليا في الملحق. شهدت هذه البطولة تأهل أربع دول للمرة الأولى: كرواتيا وجامايكا واليابان وجنوب إفريقيا.

* النسخة رقم 18 بالعام 2006 شارك فيها 198 منتخًبا في التصفيات التأهيلية من ضمنها ألمانيا (البلد المستضيف)، وكانت هذه البطولة الأولى التي لم يُمنح الفائز بالبطولة السابقة مقعدًا فيها.

* وزعت المقاعد على الشكل التالي: 13 مقعدًا أوروبيًّا، 5 مقاعد للقارة الإفريقية، 4 لمنتخبات أميركا الجنوبية، 4 لمنتخبات آسيا، وثلاثة مقاعد لمنتخبات دول الكونكاكاف (دول أميركا الشمالية، الوسطى والكاريبي)، والمقعدان المتبقيان قرر أن يعطيان لمباراتين فاصلتين: بين دولتين من الاتحاد الآسيوي والكونكاكاف، والآخر تتنافس عليه دولتان من أميركا الجنوبية وأوقيانوسيا.