العدد 3024
الثلاثاء 24 يناير 2017
banner
الأمن الإلكتروني
الثلاثاء 24 يناير 2017

بعد الذي جرى في الدولة التي اخترعت الكمبيوتر واخترعت برامج الكمبيوتر واخترعت الإنترنت، لم يعد لأي شخص أو دولة أو مؤسسة أن تضمن حماية أية بيانات يتم وضعها على أجهزة كمبيوتر متصلة بشبكة الإنترنت. إذا كانت الولايات المتحدة قد تعرضت للتجسس الإلكتروني في موقع من مواقعها الحساسة، فمن الذي يستطيع أن يتصدى للهجمات العاتية التي تشنها أجهزة الاستخبارات الكبرى على مستوى العالم؟

لقد انشغلنا وانشغل العالم كله بالاختراق الإلكتروني الكبير الذي قامت به الاستخبارات الروسية لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمرشحة الديمقراطية الأميركية هيلاري كلينتون، وتم أخذ ما عليها من بيانات حساسة، بشكل يجعل الإنسان يشك في كل شيء حتى أسلاك الكهرباء الموجودة في الحوائط.

الذي شغلنا وأخافنا في قضية كهذه، ليس التأثير الذي وقع على الناخب الأميركي أو على نتائج الانتخابات ولكن ما يشغلنا هو قدرة أجهزة الاستخبارات على الوصول لما تريده في الوقت الذي تريده وفي أكثر الأماكن حساسية، إنه أمر غاية في الخطورة.

هذه القدرات الاستخباراتية في مجال التجسس الإلكتروني تجعل ظنون المرء تصل إلى أبعد مدى في تخيل المخاطر والخسائر التي يمكن أن تصيب الدول جراء هذا النوع من التجسس، فقد يكون التفسير الأكيد للهجمات الإرهابية الكبيرة التي تقع في أماكن غاية في التحصين والتأمين في العالم، هو التجسس الإلكتروني الذي تمارسه أجهزة معينة والمعلومات التي يمكن أن تنقلها هذه الأجهزة للجماعات الإرهابية التي تنفذ هجماتها بناء على هذه المعلومات.

وهناك الكثير من الأمور الأخرى الخطيرة وليس العمليات الإرهابية وحدها، فالكثير من أسرار الدولة التي يمكن سرقتها تؤدي الى خسائر لا حصر لها.

لقد راودتني تساؤلات وأسئلة كثيرة وأنا أتابع البرنامج التدريبي الذي أقامته هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية البحرينية في الأيام الماضية تحت رئاسة الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة بهدف تدعيم البرامج والمشروعات التي من شأنها حماية البيانات التي يتم وضعها على الشبكة من قبل الجهات الحكومية المختلفة، خصوصا أن تصريحات الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة تبين أن الكثير من موظفي الحكومة لا يزالون يرتكبون أخطاء في مجال التعامل مع البيانات التي توضع على الشبكة وأن عشرين بالمئة منهم يتبادلون كلمات المرور (الباسورد) فيما بينهم، وهذا شيء غاية في الخطورة.

هذا البرنامج التدريبي لابد أن يتواصل ويتم تحديثه دوما طبقا لتطور تكنولوجيا المعلومات وتطور وسائل التجسس على مستوى العالم، حتى نستطيع حماية أمننا الإلكتروني، مع الأخذ في الاعتبار أن وسائل التجسس تتطور بشكل أسرع من طرق التصدي لها، وهذا يحتم علينا ألا نضع أشياءنا الحساسة على الشبكة مهما قيل لنا إن أية تكنولوجيا يمكنها أن تحمينا، فالذي صنع هذه التكنولوجيا يستطيع أن يبطلها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية