العدد 3028
السبت 28 يناير 2017
banner
عن شكوى أهالي الرفاع فيوز
السبت 28 يناير 2017

ليست شكوى أهالي الرفاع فيوز من صوت قوي مزعج بالقرب من مجمعهم السكني على مدار الساعة صادر عن بئر غاز مشتعل يقع قرب ممشى عوالي على شارع المعسكر مجرد شكوى عادية أو مجرد خبر في صحيفة ينتهي بمجرد قراءته، بل أهالي الرفاع اليوم يدقون ناقوس الخطر المفزع الذي يهدد أهل الرفاع خصوصا وباقي مناطق البحرين، حيث بدأت آثار التلوث تظهر بازدياد معدلات التلوث الهوائي، نضيف إلى ذلك  التلوث الناتج عن محطات الكهرباء ومصانع ألبا وبابكو وعوادم السيارات التي تزداد سنوياً والمصانع الأخرى. ثم هناك تساؤل، أليس احتراق هذا الغاز دليلا على عدم مقدرة الشركات على استيعاب الغاز، هذا الغاز الذي نرى دول العالم الأخرى تورده، وهنا يتم حرقه للتخلص منه! إذا هنا مشكلة ليست جديدة بل قديمة وهاهو تقرير الرقابة المالية لسنة 2015 يذكر تحمل شركة غاز البحرين الوطنية خسائر مالية تقدر بـ 96 مليون دولار أميركي، وذلك نتيجة عدم قدرة الطاقة الإنتاجية على استيعاب كل كميات الغاز المصاحب الذي تستخرجه شركة تطوير، مما يضطر شركة تطوير إلى حرق الغاز، مما يعد هدراً للموارد الطبيعية، أي أن زيادة إنتاج الغاز عن الطاقة الاستيعابية يتحمله سكان الرفاع ويتحمله شعب البحرين حين يكون الثمن استنشاقهم هواء ملوثا 100 %.

إن احتراق النفط الخام والغاز المصاحب تنبعث منه العديد من الغازات الشديدة السمية ومنها غازات أكسيد الكربون والكبريت والنيتروجين، بالإضافة إلى انطلاق بعض كبيريتيد الهيدروجين، والعناصر المعدنية السامة مثل الزئبق والزرنيج والفانديوم التي تسبب العديد من الأمراض الخطيرة منها دخول أول أكسيد الكربون واتحاده بالدم مما يؤدي إلى منع وصول الأوكسجين للجسم، كما يسبب غاز كبريتيد الهيدروجين تأثيرات على الشعب الهوائية وتسمما رئويا، وتؤثر المواد المشعة منه على الكبد مما يسبب تليفها، كما يؤثر الرصاص على العظام والغدة الدرقية مسببا لها السرطان وعلى الطحال والكلية مسببا فشلها والكثير من الأمراض الخطيرة الأخرى.

قد تكون أسماء هذه الأمراض مفزعة، ولكن الفزع الأكبر أن يستمر حرق هذا الغاز على مدار الساعة، ومنذ سنوات طويلة “ولسنوات قادمة”، ليست المسألة هدر ملايين الدولارات، ولكن المسألة عندما تكون نتيجة حرق هذا الغاز أمراضا خطيرة تحول حياة العوائل إلى نكد وكدر وخوف وفزع من هذا الغاز، حيث إن غيمة واحدة من دخان الحرق تغطي سماء البحرين فكيف إذا كانت هذه الغيوم الصفراء تغطي سماء البحرين منذ سنوات ماضية.

القضية الآن ليست أصواتا مزعجة لأهالي الرفاع فيوز، بل القضية التلوث الذي يهدد حياة الناس، وذلك عندما لا تستطيع الشركات أن تعمل كما يجب، والسؤال إلى متى يحرق الغاز؟ وإذا لم يكن هناك حل فالأولى دفنه وتركه في باطن الأرض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية