العدد 3029
الأحد 29 يناير 2017
banner
الدولة الشيطانية
الأحد 29 يناير 2017

اعتبرت الناشطة الإسرائيلية سيغال أفيفي أن إسرائيل دولة شيطانية يجب أن تختفي وجيشها إرهابي، وصفان جديران بتصدر المشهد الإعلامي وبرامج “التوك شو” التي بات همها الوحيد كيفية إثارة الفرقة واستنفار الضيوف لاستخراج أكبر قدر من الألفاظ الخارجة والشتائم القبيحة، سعيًا للشهرة والانتشار الإعلاني ومن ثم الربح المادي حتى لو كان ذلك على حساب القيم والمبادئ، بل على حساب الحقائق.

إسرائيل تملأ الدنيا صراخا بأنها دولة ديمقراطية تعيش في محيط إرهابي وعنف لا ينتهي من جيرانها وإقليمها البعيدين عن “الحرية” و”حقوق الإنسان”، فإذا بهذه الإسرائيلية تقول الحقيقة التي يجب أن يعرفها العالم بأنه لا ديمقراطية في هذه الدولة المحتلة التي تقوم بعمليات تطهير عرقي و”محرقة” وجريمة حرب ضد المتسللين الأفارقة.

من يستطيع الآن في هذه المرحلة التي تنحرف لصالح هذا الكيان الصهيوني دون أية مقاومة عربية، أن يواجه إسرائيل بحقيقتها، وأن يقول لها: “مهما علا شأنك وسطع نجمك بسبب انطفاء باقي النجوم التي تحيط بك بملء إرادتها، فإنك دولة إرهابية لن تقدري على الصمود والتحدي إن عادت النجوم الأخرى لطبيعتها ومارست دورها في إشاعة النور والقضاء على الظلام والشيطان”. 

هذا الرأي من جانب أفيفي لم يكن مفاجئًا، بل يبدو أنه موقف ثابت لها ومتسق مع آراء سابقة كثيرة لها ومن بينها وصفها بنيامين نتنياهو بأنه شخصية مضطربة عقليًا، وأنه مجرم كغيره من المجرمين الذين يمتلئ بهم تاريخ الحركة الصهيونية.

ومن المواقف التي تحسب لهذه “الإسرائيلية” رفضها الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل ضد غزة في 2014، بل إنها شاركت في مظاهرات رافضة لهذه الحرب رافعة لافتة مكتوب عليها (الجيش الإسرائيلي منظمة إرهابية).

وجاء وصف زعيمة حزب ميرتس المعارض زهافا غالئون للحكومة الإسرائيلية بأنها حكومة في خدمة داعمي الأبارتيد (الفصل العنصري)، وذلك على خلفية إعلان بنيامين نتنياهو ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، لجعل هذا الموضوع مادة قد تكون كافية إذا ما توافرت الإرادة لدى عدد ولو محدود من القنوات التلفزيونية على الأقل لتظل لدينا قناعة بأنها مازالت تقدم ما هو مفيد لقضايانا ومعبر عن مصالحنا.

لا ننكر أن هذه الأصوات تنطلق من الحرص على مصالح دولتها الإسرائيلية ولكن في نفس الوقت يقولون حقائق يجب أن نتمسك بها ونعلي من صوتها ونعمل على نشرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .