بدا الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب متحمسًا لتنفيذ وعوده الانتخابية والأجندة التي أوصلته للبيت الأبيض، وكأنه يرسل رسالة إلى ناخبيه بأنه ثابت على مواقفه ومصر على تنفيذها، وشرع بالفعل في اتخاذ خطوات عملية بهذا الاتجاه، وأعاد التأكيد على بعض ما جاء في خطاباته أثناء الحملة الانتخابية ومن بينها أنه سيعمل على تجنيب الولايات المتحدة عنف ما وصفه بـ “الإرهاب الإسلامي” من خلال أوامر تنفيذية تقيد وصول اللاجئين وتمنع إصدار التأشيرات لأشخاص من دول يشتبه في صلتها بالإرهاب، وهو ما شرحته وسائل الإعلام الأميركية بوجود أمر تنفيذي يتضمن وقف قدوم اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة تماماً، ويوقف تدفق اللاجئين بشكل عام مدة 120 يوماً، بعدها يتم السماح بقدوم لاجئين من دول تقرها وزارتا الأمن الوطني والخارجية ومكتب مدير المخابرات.

من المهم في هذه المرحلة أن تراجع واشنطن حساباتها وتعيد تقييم الفترة السابقة، حيث كانت محاربة الإرهاب في بؤرة الاهتمام وتحديدا منذ أحداث 2001، عندما أطلق الرئيس جورج بوش الابن حربا عالمية على الإرهاب، اعتمدت على مواجهة “الإرهابيين” في عقر دارهم.

في هذا الإطار، شنت الولايات المتحدة حروبًا ودمرت دولا مثل أفغانستان والعراق وكلفت نحو خمسة تريليونات دولار وفقًا لبعض التقديرات في هذه الحرب ضد الإرهاب، ورغم كل ذلك وأكثر لم يتحقق لأميركا الأمن الذي تريده وهو ما أكده نائب الرئيس الأميركي الجديد ماييك يينس عندما قال مؤخرًا إن الولايات المتحدة أقل أمنا بالمقارنة مع اليوم الذي تولى فيه أوباما الحكم، كما أكده قبل ذلك استطلاع أجراه معهد تشارلز كوش للأبحاث، ومركز المصلحة الوطنية، حيث اعتبر 52 % أن السياسة الخارجية الأميركية خلال الـ 15 عاما الماضية جعلت أميركا أقل أمنا، بينما رأى 12 % أن هذه السياسات جعلت أميركا أكثر أمنا، كما اعتبر 51 % أن هذه السياسة جعلت العالم كله أقل أمنا، و11 % فقط رأوا أنها جعلت العالم أكثر أمنا، و24 % اعتبروا أنها لم تحدث تغييرا.