العدد 3034
الجمعة 03 فبراير 2017
banner
الطريق إلى احتضار الثقافة العربية!
الجمعة 03 فبراير 2017

تغيرات وتطورات كثيرة حصلت في مجتمعاتنا العربية منذ اندلاع أكذوبة “الخراب العربي”، أبرزها محاولات واضحة لانهيار الثقافة العربية وتأسيس ثقافة جديدة وآيديولوجيا تبعد العرب عن ريادتهم وعن “اللسان المقدس” وإحلال ثقافات رجعية بأشكالها حتى أصبحت ثقافة الأمة بأسرها في خطر، ويجب أن نلتفت إلى هذا الانعطاف الخطير لمعالجة المسألة قبل أن ينجحوا في المهمة المتمثلة في بناء وتشييد ثقافة خادعة، اقتصاديا واجتماعيا وفكريا.

يريدون للثقافة العربية أن تتصدع والغريب في الأمر أن الكثير من المفكرين والمثقفين يعيشون الغربة في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة وكأنهم ليسوا جزءا رئيسيا في المسألة، وأن سيف المؤامرة لن يمس رقاب الجميع دون استثناء، وهذا يبدو جليا في انحسار الأنشطة الثقافية المؤثرة في دولنا العربية وتراجع أرقام التأليف أو كما يقال بدأت الجرذان والقطط تدب فوق أرفف مكتبات المثقفين العرب وضاع الجميع في وحل السياسة وكأن هناك محاولة لصنع عقل جديد للإنسان العربي ينتقل به من المقدمة إلى الوراء ويجعله يعيش سائر أشكال التخلف والانحطاط. 

الثقافة العربية تتعرض لهجمة شرسة من القوى الطائفية الحاقدة التي تسعى لتدمير كل ما هو وطني وقومي وعربي، لذلك علينا أن نحرك رأس الحربة وأن تكون الثقافة موجهة كالسد المنيع ضد كل من يريد للمجتمعات العربية الزوال واغتيال ثقافتنا ونهب فكرنا الأصيل.

لنعد قليلا إلى الماضي ونتذكر، كيف أسهم المثقفون العرب بدور كبير في توعية الشعوب العربية بحقيقة إسرائيل وطبيعة الصهيونية ودور الاستعمار في وجودها، والمثقف الآن مطالب بالمثل، فها هو التاريخ يعيد نفسه في صورة أخرى، وهي صورة لن تكون أكثر عنفا مما كانت.

في هذه المرحلة المثقف العربي رأس المال ويفترض أن يقوم بالمهام المطلوبة على أكمل وجه وبأعلى درجات الكمال، فالثقافة العربية تواجه اليوم معركة لا يمكن تصورها تدار باحترافية وتقف خلفها أجهزة إعلام ودول تدفعها دفعا هائلا لكي تستمر المعركة ونحن نبقى هكذا، نعيش التبعية والتقليد الأعمى ولا نشعر بمشكلتنا الخاصة. على  المفكرين والمثقفين العرب أن لا يسيروا في الممر المؤدي إلى احتضار الثقافة العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية