العدد 3036
الأحد 05 فبراير 2017
banner
الجارديان وإنصاف المسلمين
الأحد 05 فبراير 2017

كان لصحيفة الجارديان البريطانية موقف جدير بأن يسجل وأن يكون له موقع متميز في إعلامنا العربي والإسلامي وفي ساحات الفكر والنقاش على جميع المستويات، فقد كتبت الصحيفة افتتاحية تعليقًا على مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في مسجد بمدينة كيبيك الكندية، مؤكدة أن الجريمة تذكير وحشي بأن المسلمين هم الذين يعانون أشد معاناة من الإرهاب في العالم اليوم.

لو سألنا أي شخص عن الجهة التي يمكن أن تقول هذا الرأي، لأجاب على الفور إنها صحيفة إسلامية تقوم بالدفاع عن الإسلام والمسلمين أينما وجدوا وتفند الاتهامات الموجهة إليهم، باعتبار أن هذا هو دورها وواجبها، ولن يخطر ببال أي شخص أن مثل هذا الكلام يمكن أن يصدر من صحيفة غربية.

هذا الموقف الذي تتبناه الجارديان يمثل ردًا شافيًا على كل “مسلم” اقتنع بأن دينه يتحمل الجزء الأكبر من العنف والإرهاب الذي بتنا نراه في كل مكان، وتثبيتًا كافيًا له بأن دينه خال من أية شائبة، وإذا كانت هناك بعض السلبيات والنواقص فإنها في التطبيق والفكر والبعد عن صحيح هذا الدين.

الجارديان ردت على كل من يربط بين الإرهاب والدين، معتبرة أن الإرهاب تكتيك وليس دينا، وأوضحت لكل من يتكلم عن وجود “آيات” تحض على “العنف” و”التعصب” في القرآن والسنة، ان مثل هذه الأشياء موجودة في جميع الديانات الكبرى في العالم بل في النظم العقائدية العلمانية أيضا، مشيرة إلى أنه قد تتم مكافأة العنف في بعض الأحيان، مستشهدة ببعض المثقفين “الملحدين” الذين أقروا التعذيب وقادوا حربا وجودية شريرة على المسلمين.

الإحصائيات من أوروبا وأميركا تؤكد رأي الجارديان، حيث أوضح تقرير “مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان” الأوروبي، ارتفاع نسبة جرائم الكراهية والتمييز والتعصب ضد المسلمين في أوروبا، خلال عام 2015، وبلغت مستويات مثيرة للقلق قاربت 7000 جريمة، أبرزها الاعتداء على المحجبات وإضرام النار في المساجد ودور العبادة، كما تم استهداف 78 مسجدا كأعلى عدد للحوادث تم تسجيله خلال سنة واحدة منذ عام 2009 في أميركا!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .