العدد 3039
الأربعاء 08 فبراير 2017
banner
حافة الهاوية
الأربعاء 08 فبراير 2017

بسبب إيران وسياستها الهوجاء تشهد المنطقة حالياً توتراً مشوباً بالحذر يضعها على كف عفريت، لا أحد يريد الحرب فالمنطقة شبعت وأُتْخمت بالحروب منذ الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات حتى الحروب الأخيرة على العراق، فقد اكتفينا، وأصلاً لا يوجد وضع اقتصادي ومالي حالياً يسمح بمزيد من المعاناة، لكن يبدو أن النظام الإيراني تفوق على النظام الكوري الشمالي في اللعب بالنار ولا يدرك خطورة تحديه النظام الدولي، وربما يورط الحرس الثوري الإيراني المنطقة كلها في حرب سببها مغامراته في العراق وسوريا واليمن وتدخلاته في الدول الأخرى، فهو يلعب اليوم بالحسابات الخاطئة التي تقوم على الاقتراب من حافة الهواية، ومن يريد أن يلعب لعبة حافة الهاوية عليه أن يدرك حدودها، لكن ما لا يدركه مسؤولو نظام الملالي أن لعبتهم هذه التي تجاوزوا فيها حافة الهاوية مع الرئيس غير المأسوف عليه أوباما تختلف مع رئيس مثل رونالد ترامب الذي له حساباته وله هاويته التي لا يدرك مغزاها قادة الحرس الثوري في إيران الذين يعيشون في الثكنات مثل الكهوف المظلمة لا يعلمون ماذا جرى في العالم منذ ولى أوباما الدمر الذي اعتمدوا عليه لثماني سنوات انطوت أخيراً دون رجعة.

تصريح نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي يعد واحدا من الصقور مع رئيس الاستخبارات، مؤخراً بقوله “حذار من اختبار حزم إدارة دونالد ترامب وعلى إيران ان تدرك أن هناك رئيسا جديدا في البيت البيضاوي ومن الأفضل ألا تختبر حزم هذا الرئيس”، يعد رسالة لا أوضح منها، لكن المشكلة أن من يقود إيران ليس السياسيين مثل الرئيس روحاني ووزير خارجيته الظريف، من يقود هذه الدولة ذات الحضارة القديمة مجموعة من الجهلة الذين يلعبون بالنار ولا يدركون أن الحرب ليست لعبة وأن أميركا تغيرت 180 درجة وهناك حسابات لدى البيت الأبيض تدعمها رئيسة الوزراء البريطانية وحتى أوروبا بدأت تدرك التغيير فبدأت تتناغم مع سياسة واشنطن الجديدة، وما تصريح مستشارة ألمانيا ميركل بشأن إيران فيما يتعلق بالتجربة الصاروخية إلا دليل على تناغم الأوروبيين مع السياسة الأميركية الجديدة، وحدها إيران غارقة في مغامرة القوة التي تتخيل أنها تملكها وتواجه بها العالم كله، لقد ظنت إيران وخصوصا بعد رسالة الكويت لها بشأن الحوار أنها قوية وأن دول العالم تخشاها وهنا الخطأ الكارثي، قادة إيران باختصار لا يقرأون التاريخ ولو فعلوا لجنبوا المنطقة كارثة محتملة.

تنويرة: 

توجد سعادة بمواصفات معينة، لأن المصنع داخلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية