العدد 3041
الجمعة 10 فبراير 2017
banner
الحائط السميك الذي يمنع العرب من التقدم!
الجمعة 10 فبراير 2017

ما سأقوله ليس حديث العهد، بل ظاهرة قديمة تطفح على السطح فترات ثم تختفي، ثم تعود، وأتصور أنها ظاهرة لن تموت في هذا العصر الحافل بالمفارقات، أعني ظاهرة استغلال المنبر الديني للتحريض والإرهاب ومنح الصفوة من رجال الدين القدسية الكاملة، وأنهم يتمتعون بفوارق خارقة عن بقية البشر ووحدهم يعرفون المنهج والهدف وباستطاعتهم التأثير على حركة التاريخ. 

إن هذه التحليلات الخاطئة سبب المشاكل والتناحر والإرهاب في معظم دول العالم الإسلامي، ويتصدر العرب القائمة بحركات ونزعات طائفية اتخذت أشكالا مختلفة كان أبشعها إدخال الأهداف السياسية في الدين ورسم خطوط الإرهاب من على المنبر وهذه حقيقة لا تخطئها العين. لقد ابتعدنا عن الوعي الصحيح والروح الوطنية وسلم البعض نفسه “لبعض” رجال الدين الذين يفكرون بمنطق الوحشية والحرق والقتل والتخريب وكل اهتمامهم منصرف للأهداف السياسية ومحاربة الدولة والتقسيم الطائفي.

هذه هي الأمة العربية التي قسمت نفسها بنفسها وقبلت ثرثرة دجالين يعتلون المنبر وتقبل أي شيء.. أي شيء كان دون نقاش، يتحدث من على المنبر بلغة عنصرية مستبدة ويلغي الآخر وهذا أكبر ما يزيد من تصدع المجتمع وازدياد الشروخ العميقة في جدرانه، ومع ذلك يعتبرونه محاميا عن الطائفة وناطقا باسمها ولا لإعادة النظر في ما يقوله ويحرض عليه.

لا أعرف لماذا نحن العرب نريد من مجتمعاتنا أن تكون جسما ميتا ومحنطا، وتبقى تحت تأثير قوة بعض رجال الدين “الكذابين” الذين ينتمون لجماعات طائفية وهمهم الوحيد إدخال المجتمع في مشكلات تقضي على أهدافه. علاوة على بروز مشاكل أخرى مثل ما سيصيب الناس من هذا الفكر المنحرف، فيظهر الصراع الفكري والعقائدي ويدب الشك في النفوس وبذلك يفقد المجتمع توازنه وتصبح مشكلته الرئيسية إعادة المجتمع إلى حالته المستقرة.

لماذا يستخدم العرب المنبر الديني للنظريات السياسية والمواقف الآيديولوجية والتركيز على قضايا تثير النعرات الطائفية والفوضى والإرهاب. نشتكي تأخرنا وتقدمنا وكأن هناك حائطا سميكا يمنعنا من المشي ولو خطوة إلى الأمام؟ 

إذا أرادت مجتمعاتنا القيام بدورها الحضاري والإنساني عليها أولا إبعاد المنبر الديني عن السياسة فالمرحلة التي نعيشها تتسم بالخطورة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .