العدد 3041
الجمعة 10 فبراير 2017
banner
لا تحاور مع القتلة
الجمعة 10 فبراير 2017

“لن نتحاور مع قتلة أو مجرمين”، هذا ما قاله وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، وهذه هي خلاصة تجربة سنوات من التهاون مع أصحاب الأهداف والخطط غير الوطنية، فكيف نتحاور مع من يحملون علينا السلاح وينفذون أجندات تخريبية تسعى لإشعال نار الفتنة في البلاد وتوصيلنا إلى الحال الذي وصلت إليه اليمن وسوريا وليبيا.

فليسقط كل شيء، مهما كان بريقه، ولا تسقط البحرين فيما سقط فيه غيرها، فلتسقط كل الحوارات طالما أن الأهداف غير وطنية، ولتسقط حقوق الإنسان بمفهوم هؤلاء، ولتسقط الديمقراطية نفسها إذا كانت ستجعلنا مثل كل الدول التي خربت.

اسألوا العراقيين عن الديمقراطية التي بشر بها جورج دبليو بوش، والتي جعلتهم يرقصون في الشوارع منتشين بالفاتحين الجدد، ليستيقظوا على الحقيقة المرة، وهي أن الطائفية هي التي انبعثت من رقادها لتأكل الأخضر واليابس وتوصلهم إلى ما هم فيه الآن.

قبل أيام كتبت عن الذين ينتقدون الجيش المصري، ويقولون يسقط حكم العسكر، ويتهمونه بإسقاط الثورة، وقلت لهم، “تسقط الثورة أو لا تسقط، ليس هذا هو المهم، ولكن المهم هو أن مصر لم تسقط”. أقول لوزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف: هذا هو الموقف الوطني الصحيح، وإن لم يكن هذا هو الموقف، فمعنى ذلك أننا فرطنا في دماء الشهداء الذين سقطوا لكي يبقى الوطن.

الإرهاب يبدأ بكلمة غير أمينة تبرر على نحو مباشر أو غير مباشر سفك الدماء بشعارات ووعود تصدر عن أشخاص لهم قداسة كبيرة لدى أتباعهم، فالمرجع أو الخطيب على المنبر يكون بالنسبة لكثيرين مالك مفاتيح الجنة والنار، وأي كلام يخالف كلامه هو كلام لا قيمة له ولا معنى، بالنسبة لهم طبعا. الذين قتلوا رجال الشرطة وهم يؤدون واجبهم فعلوا ذلك وهم مطمئنون تماما بأن ما يقومون به هو أمر لإرضاء المرجع وإرضاء الله، وإلا ما أقدموا على إزهاق أرواح غيرهم.

لا شيء فوق الوطن، وأثبتت لكم كل الوقائع والأحداث على مدار السنين الماضية أن الهدف هو تحقيق نفس النتيجة التي تحققت لدى غيرنا من الدول التي انتهى أمرها وعادت إلى العصر الحجري. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .