العدد 3042
السبت 11 فبراير 2017
banner
نظام مثير للشكوك
السبت 11 فبراير 2017

لم يعد بوسع نظام الملالي في إيران أن يتصرف كما كان الحال معه طيلة 8 أعوام من ولاية الرئيس الأميركي السابق أوباما، حيث قام طوال تلك الأعوام بمناورات استفزازية وتنفيذ مخططات توسعية والتمادي في تصدير التطرف الإسلامي والإرهاب إلى دول المنطقة والعالم، خصوصا بعد أن انتبه العالم أخيرا إلى النتائج والآثار والتداعيات الكارثية لتصرفات هذا النظام في تلك الفترة، ولم يعد بوسعه أن يتجاهلها ويلتزم الصمت حيالها.

الاتفاق النووي الذي سعت مجموعة (5+1)، من خلاله إلى الحد من النوايا الشريرة لملالي إيران بامتلاك القنبلة الذرية وإنهاء طموحاتهم بهذا الخصوص، لكن الذي حدث وجرى بعد إبرام هذا الاتفاق في عام 2015، أن الملالي تمادوا أكثر من اللازم في مختلف المجالات بل ضربوا عرض الحائط التزاماتهم وتعهداتهم عندما طفقوا يسعون من أجل الحصول على الأجهزة والمعدات الخاصة بمشروعهم النووي بطرق سرية، وافتضح أمرهم أكثر من مرة بهذا الخصوص ولكن دون جدوى.

السعي المحموم لنظام الملالي في مجال صناعة وتطوير الصواريخ البالستية، تجاوز الحدود المألوفة خصوصا أن هذا النظام بعد كل تجربة يصعد تهديداته أكثر ويزداد وقاحة وصلافة ويتصرف وكأنه يمتلك زمام الأمور كلها ولاسيما على صعيد المنطقة كما أنه وتزامنا مع ذلك صعد ويصعد من ممارساته القمعية ضد الشعب الإيراني ويضاعف حملات الإعدامات من دون أن يكترث لكل النداءات والمطالب الدولية. هناك ازدياد في المخاوف الدولية من التجارب المتكررة لنظام الملالي وتأكيد العديد من الأوساط الاستخباراتية الدولية أن هناك ما يبرر القلق من وراء ما قام ويقوم به نظام الملالي وعلى سبيل المثال مصادر ألمانية عندما قالت إن هذا النظام أجرى اختبارا على صاروخ كروز آخر قادر على حمل رأس نووي، يسمى “سومار”، بالإضافة إلى الصاروخ الباليستي “خرمشهر” الذي أطلقه. والذي يجب الوقوف عنده هنا هو أن بقاء المواقف الدولية محصورة في إصدار بيانات التحذير والشجب لا يكفي ما لم يتم اقتران ذلك بإجراءات عملية رادعة تضع هذا النظام في زاوية حرجة وتعيده إلى ما كان عليه قبل الاتفاق النووي.
لا توجد لغة مفيدة مع نظام الملالي غير لغة الحزم والصرامة والقوة تماما كما أكدت وتؤكد زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي بصورة مستمرة، والمطلوب أن يترجم المجتمع الدولي أقواله إلى أفعال كي تصل الرسالة إلى هذا النظام واضحة. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .