العدد 3043
الأحد 12 فبراير 2017
banner
أزمة إسرائيل
الأحد 12 فبراير 2017

ربما يبدو عنوان هذا المقال غريبًا ومثيرًا للتساؤل عن ماهية تلك الأزمة التي يمكن أن تعاني منها إسرائيل في ظل هذا الوضع الإقليمي والدولي الذهبي لتزايد قوة هذا الكيان الصهيوني، ومع انفراده بالهدوء وسط بيئة متوترة، وتمتعه بالأمن بين دول منهارة وصراعات مثارة، لدرجة لا تسبب لهذا الكيان أية مشكلة تذكر وتسمح له تماما بتأكيد تفوقه إن أراد.

إلا أن الباحث الإسرائيلي “عومر عيناف” يرى في ورقة بحثية نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن إسرائيل ورغم تفوقها النوعي الإقليمي عسكريا واستراتيجيا، فهي تعيش ظروفا غاية في السوء، بل يؤكد أن هذه الظروف ستبقى لفترة مقبلة.

الأزمة التي يتحدث عنها عيناف هي أزمة إحباط ويأس نتيجة عاملين أحدهما يعود للممارسات الإسرائيلية، أي توقف المسار التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والذي بات هدفًا إسرائيليًا تسعى إليه في كل أقوالها وأفعالها وكان آخرها قانون التسوية الذي يسمح بـ “تسوية” وضع أكثر من 4000 وحدة استيطانية أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة، ويمكّن سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة سرقة ما تبقى من الأرض الفلسطينية المحتلة، بقوة الاحتلال والاحتيال على القانون، في إطار سعي إسرائيل للقضاء على أية فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

أما العامل الثاني المتسبب في أزمة اليأس التي تعاني منها إسرائيل فهو ناتج عن الإبداع والإصرار في المقاومة الفلسطينية رغم مرارة الظروف وقسوة الضغوط. 

وفقًا لإحصائيات نشرتها وكالة خبر الفلسطينية للصحافة، فقد استشهد العام المنصرم 117 فلسطينيًا وأصيب 1457، في حين قتل 17 إسرائيليًا وأصيب 437، في 332 عملية للمقاومة توزعت ما بين 50 عملية طعن، و119 عملية إطلاق نار، و10 عمليات دعس، و153 عملية تفجير عبوات ناسفة، يضاف إليها 117 محاولة عملية طعن، بينما شهد عام 2015، عدد 402 عملية مقاومة، قُتل فيها 29 إسرائيليًا وأصيب 755، واستشهد 175 فلسطينيًا.

ولهذا، يطالب «عيناف» إسرائيل بالتوصل لحل نهائي سياسي مع الفلسطينيين، وإنهاء مرحلة محاولة السيطرة على الشعب الفلسطيني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية