العدد 3046
الأربعاء 15 فبراير 2017
banner
إن كنتم لا تدرون فتلك مصيبة (1-2)
الأربعاء 15 فبراير 2017

مبان جديدة تنهار. مطاعم تقدم أطعمة فاسدة لزبائنها يتم تحضيرها في أماكن قذرة بأيدي أشخاص لا يدركون مفهوم النظافة وأهميتها. قطاعات بأكملها تغشنا في كل ما تقدمه لنا من منتجات أو خدمات أو في أحسن الأحوال يجهل العاملون بها أبسط مبادئ مِهَنِهم.

فعامل الصيانة يخرِّب أكثر مما يصلح، وعامل النظافة يوسخ أكثر مما ينظف، وعامل البناء يشيد المباني الآيلة للسقوط. وعلى ذكر السقوط، ما الذي أدى بنا لمثل هذا السقوط في كل شيء نحصل عليه وندفع ثمنه من قوتنا وقوت عيالنا ثمنًا باهظًا في ظل كذبة "العمالة الرخيصة"؟

من دون تمهيدات أو مقدمات نقول من الآخر إن السبب الرئيس لهذا الفشل الذريع في قطاعنا الخاص الخليجي مرده بالدرجة الأولى لما يعرف بالتستر التجاري في دول الخليج العربي.

التستر التجاري هو بكل بساطة ما يحدث عندما يقوم مواطن خليجي بتأسيس نشاط تجاري ما ثم يقوم بإسناده بالكامل لوافد يستقدمه ليقوم هذا الوافد بتشغيل هذا النشاط وإدارته مقابل مبلغ مقطوع يدفعه شهريًّا لكفيله الخليجي صاحب المحل أو صاحب السجل التجاري ويحتفظ الوافد بعدها بأي شيء يجنيه فوق ذلك.

ومؤخرًا وببركات أنظمة الاستثمار الأجنبي وسياسات تحرير سوق العمل المعلولة التي تبنتها دول الخليج العربي مع الأسف، بناءً على توصيات كبريات دور "الاستثارات" العالمية صار بإمكان الوافد أن يستغني عن الكفيل الخليجي وأن يقوم بعملية التستر التجاري بنفسه مما أدى إلى استفحال المشكلة بشكل غير مسبوق.

قد تتساءلون وما علاقة التستر بالأمر؟ وللإجابة على هذه النقطة يجب علينا أن ندرك أولاً أن التستر ما هو إلا وسيلة إجرامية بحق الوطن والمجتمع تُعفي من يلجأ إليها من مهمة الإشراف والإدارة الحقيقية للنشاط التجاري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية