العدد 3046
الأربعاء 15 فبراير 2017
banner
اليوم العالمي لأمن الإنترنت
الأربعاء 15 فبراير 2017

عندما يتم تخصيص يوم عالمي لشيء معين أو قضية معينة أعرف أن هذا الشيء أصبح غير موجود أو أن وجوده أصبح في خطر داهم، فاليوم العالمي للمرأة مثلا تم اختراعه عندما ساءت أحوال المرأة، واليوم العالمي للأرض تم اختراعه عندما أصبحت الأرض في خطر كبير، واليوم العالمي للسعادة تم اختراعه لأن السعادة اختفت من العالم، وحل محلها الاكتئاب والتوتر والخوف، وهكذا، العالم إذا يحتفي بالأشياء التي ماتت أو التي على حافة الموت. لقد عرفت بالصدفة أن العالم يحتفل في السابع من فبراير من كل عام بما يسمى اليوم العالمي لأمن الإنترنت، وهو ما جعلني أتأكد تماما أن اليوم العالمي لهذا الشيء أو ذاك معناه أن هذا الشيء هو والعدم سواء!

هذا اليوم العالمي بطبيعة الحال يسعى إلى نشر الوعي حول الاستخدام الآمن للإنترنت وحماية الأطفال من أضرار هذه التكنولوجيا الخطيرة، ولا أبالغ إذا قلت إن الغالبية العظمى من الشعوب العربية لم تأخذ من الإنترنت سوى الضرر البليغ، وفئة قليلة فقط هي التي استطاعت الاستفادة من هذه الآلة الجبارة في تنمية نفسها علميا وفكريا والاستفادة منها في العمل والدراسة بالشكل الذي يجعل الحياة سهلة في كل شيء ويحقق التقدم للفرد والمجتمع.

لقد دفعت الدول المتخلفة ضريبة هذه التكنولوجيا التي لم يعد بإمكان أحد الاستغناء عنها، فعندما ينقطع الإنترنت في أية مؤسسة لفترة من الزمن يختل كل شيء ويصاب الجميع بالعصبية. نحن لا نتحدث هنا عن أضرار التجسس وسرقة البيانات ولا عن تجنيد الإرهابيين، على الرغم من خطورة الاثنين على حياة البشر، ولكننا نتحدث عن سوء الاستخدام المرتبط بالجهل والانحراف للمواقع الضارة الموجودة على هذه الشبكة الجبارة. إذا استطعنا أن نتابع الأطفال، وأن نقوم بتوعيتهم وحماية بياناتهم ومنعهم من التعامل مع أشخاص لا يعرفونهم خلال ذلك الواقع الافتراضي، فكيف يمكننا أن نراقب الشباب الذين يقضون أوقاتهم في مشاهدة أفلام المواقع الإباحية، وكيف نحمي الشباب من الجنسين من الانحراف الناتج عن هذه الشبكة الخطيرة.

أنا أتصور أن عملية التوعية في حد ذاتها مهما كانت كثافتها، ومهما تضافرت فيها الجهود داخليا وخارجيا لن تكون وحدها كافية لتحقيق أثر كبير في مجال الاستخدام الآمن للإنترنت، ولابد أن يجد العالم وسيلة معينة لتطهير الشبكة نفسها من الأشياء الضارة التي تدمر الجهلاء الذين لم يعرفوا من الإنترنت سوى الاستخدام السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .