العدد 3047
الخميس 16 فبراير 2017
banner
سجون الملالي قصة لا نهاية لها
الخميس 16 فبراير 2017

لا توجد دولة تستخف بمبادئ حقوق الإنسان كما الحال مع إيران ونظام الملالي الذي كما يبدو تجاوز كل الحدود المألوفة من حيث عدم اكتراثه بأية معايير ولاسيما في مجال تنفيذ أحكام الإعدام بالأحداث حيث يأتي في المرتبة الأولى عالميا، كما أنه مشهور بقساوته وعداوته المفرطة تجاه النساء وخصوصا لو طالبن بحقوقهن أو مارسن دورهن في المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية، حيث يتصدى هذا النظام لهن بمنتهى القسوة والعنف.

انتفاضة عام 2009، بمثابة جرح لا يندمل في جسد نظام الملالي حيث يعيش هواجس الانتفاضة ككوابيس ترعبهم بصورة مستمرة، وهم لا يكفون عن ملاحقة ومطاردة وسجن وتعذيب كل من شارك فيها من دون أن يعيروا أي اهتمام للسن والجنس أو أي أمر آخر، لكن تركيزهم كما ظهر من خلال تصرفاتهم لحد الآن هو على النساء اللائي شاركن وساهمن في تلك الانتفاضة التي كادت تطيح بالنظام لولا الدور الأميركي المشبوه الذي ساند النظام وأدار ظهره للشعب الإيراني، والأنباء تنقل باستمرار تقارير عن الممارسات القمعية التعسفية اللاإنسانية لهذا النظام بحق النساء.

دعوة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عموم الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والجهات المدافعة عن حقوق المرأة وناشطي حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان والمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بوضع حقوق الإنسان في إيران والمقرر الخاص للاعتقالات التعسفية إلى اتخاذ عمل سريع ومؤثر للإفراج عن السيدة شهناز أكملي من أمهات شهداء انتفاضة 2009، نموذج ومثال حي على ما ذكرناه آنفا، إذ بادر جلاوزة وزارة الأمن لنظام الملالي في يوم 25 يناير 2017 الى اقتحام منزلها الشخصي ونقلوها إلى زنزانات انفرادية إلى العنبر 209 في سجن إيفين الرهيب.

هذه السيدة هي أم مصطفى كريم بيغي 26 عاما الذي استشهد يوم 27 ديسمبر 2009 في طهران برصاص حي أطلقه أفراد الحرس الثوري للنظام، وعثرت عائلته بعد أسبوعين من البحث المستمر على جثته في الطب العدلي في كهريزك، وخلال هذه المدة كانت وزارة المخابرات تهددها باستمرار، وبعد العثور على جثة مصطفى منع عناصر مخابرات النظام دفنه في طهران وأجبروا عائلته على دفنه في قضاء خارج طهران بدون إقامة مراسيم الفاتحة وحضور أقاربه.

المجتمع الدولي - لاسيما منظمة الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان - مدعو لكي يمارس دوره الحيوي من أجل وضع حد لهذه الجريمة اللاانسانية وإجبار النظام على إطلاق سراح المسجونين. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية