+A
A-

صيادون بطريقة “الكاستنغ” لـ “البلاد”: تآكـل السواحـل يدفـع هـواة الصيـد للإبحـار بعيـدًا

أعرب عدد من محترفي وهواة صيد الأسماك بـ “الكاستنغ” عن استيائهم من تآكل السواحل العامة مما يحول دون ممارسة هواية الصيد. وقالوا في حديثهم لـ “البلاد” إن الوضع الراهن يدفع العديدين لممارسة هذه الهواية الممتعة في دول أخرى قريبة، وفي تناقض غريب؛ باعتبار أن البحرين جزيرة محاطة بالبحر من كل الجهات.

 

وبينوا أن “الكاستنغ” التي تعتمد على أدوات صيد احترافية، تسعف ممارسيها لصيد الأسماك بسهولة بالغة، وبأعداد وفيرة، وبوقت أقل مما هو عليه بكثير قياساً بوسائل الصيد الأخرى، لكن التضييق الذي يمارس على هواة الصيد يضعهم على المحك.

رياضة جديدة

وقال صاحب محل المحيط الأزرق لبيع معدات صيد الأسماك محمد إبراهيم لـ “البلاد” إن “تجربة الكاستنع تعتبر من المراحل المتطورة والمتقدمة والذكية في صيد الأسماك، وهي الأوسع انتشاراً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وبدأت تأخذ انتشاراً مثيلاً بدول الخليج العربي، وشرق المتوسط؛ لأنها عملية، وآمنة، ومريحة، وسهلة بذات الوقت”.

وتابع: “الصيد بالكاستنغ لا يقل أهمية ومتعة عن بقية الرياضات، ولاحظ البحارة وصيادو السمك عموما أن صيدنا يختلف عنهم، من حيث النوعية والحجم والكمية، وكثيراً ما نسمع عبارات الأنبهار والإعجاب، خصوصاً حين نصطاد أسماكا صعبة على الشاطئ كالجنعد، والسر يكمن في العدة المستخدمة، والتي تمثل فكرا جديدا على مجتمع صيد السمك في البحرين، خصوصاً بالطعم الصناعي، وهو طعم ذكي يسبح في الماء ويجذب الأسماك من كل الأحجام والأنواع، والتي لا تستطيع أن تكتشف لوهلة بأن هذه السمكة (الطعم) غير حقيقية، فتهاجمها وبدلا من أن تفترسها، تُفترس”.

ويتابع محمد بالقول “بدأت هذه الرياضة تستقطب اليوم الكثير من البحارة المحترفين والهواة؛ لعمليتها وقوة مردودها من حيث المنفعة والترويح، ولقد بدأت بنادي (الكاستنغ)، وبعدد 40 عضواً، تقديم دورات للمهتمين، ولطلبة المدارس، إذ نسعى لتثقيفهم وتعليمهم أصول فنونها، وآلية استخدام العدة الخاصة بها”.

وعن أهم الأسماك التي يسهل اصطيادها على الشواطئ بطريقة “الكاستنغ” بين أنها السبيطي، الجنعد، والهامور.

أكشن وإثارة

في الأثناء، قال ياسر شمس إن مناخ هذه الرياضة غالباً ما يتخلله “الإثارة والأكشن”، ناهيك عن أنها ممتعة وتحوي الكثير من الترويح عن النفس، ولا ترتبط بطقس معين، بل على العكس، تمنح رياضة “الكاستنغ” محبيها فرصة صيد الأسماك بأي وقت، موضحاً أن آخر سمكة اصطادها تخطت بوزنها الكيلو والنصف.

وأوضح شمس أن ابنه عمار أضحى من محبي هذه الرياضة، وهو أمر إيجابي لأي أب يرغب أن يقضي أبناؤه أوقات فراغهم بما هو نافع لهم، مؤكداً نصحه لكل من يعرفه بممارسة هذه الرياضة، وتشجيع أبنائه عليها.

سهلة الممارسة

وقال حسين الجسمي، الذي أمضى قرابة العام في هذه الرياضة البحرية الجديدة، إنه يقضي قرابة 5 أيام أسبوعيا في ممارسة “الكاستنغ”، مضيفاً “عند أول فرصة أنزل البحر مباشرة، والعدة دائماً ما تكون بالسيارة، ولا تكون هنالك روائح سمكية (زفرة) منبعثة من العدة؛ لأنها عدة احترافية، وما يميز الرياضة أنها سهلة الممارسة”.

وعن كلفة العدة، قال الجسمي” لا تتخطى عدة الكاستنغ الخمسين دينارا، ولا تحتاج قاربا، في حين تتفاوت العدة الاحترافية لها ما بين 70 و100 دينار”.

أخطاء شائعة

وفيما يتعلق بالأخطاء الشائعة عند الصيد بـ “الكاستنغ” قال أحمد بو حمود إنها تتعلق بـ “اختيار العدة الخاطئة، عدم اتخاذ الاحتياطات الآمنة، عدم اختيار الطعم المناسب للصنارة، أدوات قطع خيط الصنارة عند الضرورة، أدوات القبض على السمك ونقلها، والنظارة الشمسية الحامية للعين من خطاف الصنارة”.

ويرى بو حمود أن على ممارسي الصيد عموما منح الأولوية لتوفير الأرضية الآمنة أثناء الصيد، مبيناً أن أوقات الصيد بالمتوسط لا تتعدى الثلاث ساعات فقط، ويتخللها الخير الكثير.

جرائم يومية

ويرى خالد البوعينين أن صيادي السمك المحترفين والهواة عموما يعانون الأمرّين من عدم وجود وفرة بالسواحل للممارسة هواية الصيد، مبدياً استغرابه من ذلك والبحرين محاطة بالسواحل ومن كل الأرجاء.

وتابع “معظم السواحل خاصة، ويمنع الصيد بها، وفي المساحات المتاحة القليلة ازدحام كبير للصيادين، كما أن في حالات عديدة يتم تضييق الخناق عليهم، ومنعهم، والأماكن المتاحة حالياً هي ساحل الحد، ودفنة البسيتين، وساحل جزر نورانا”.

عائق آخر يتحدث عنه البوعينين بقوله “الصيد الجائر والعمالة الآسيوية، إذ كثيراً ما يمارسون الصيد قرب السواحل، وأمام أعيننا نراهم يستخدمون الكرافات التي تدمر البيئة البحرية عن بكرة أبيها، وتقتل بيض السمك والشعب المرجانية، وتنفر الأسماك وتدفعها للرحيل، ولدينا الكثير من التسجيلات المصورة التي وثقناها لهذه الجرائم، ولكن هل من منصت؟”.

لهذه الأسباب

وفي السياق، قال محمد الملاً إن “هذه الظروف مجتمعة تدفع صيادي السمك، وهواة رياضة الكاستنغ لشد رحالهم لممارسة هواية الصيد في الدول القريبة، كقطر والإمارات والسعودية وعمان، البعض الآخر يضطر لأن يؤجر فيلا بدرة البحرين لممارسة الكاستنغ، وهو أمر ليس بمتناول الجميع”.

ودعا الملا الدولة لأن تقوم بدوها في هذا السياق؛ حفاظاً على الحياة البحرية البحرينية، وثروتها السمكية، وتحصيناً للشباب ولأوقات فراغهم بأن تستنفذ بالشكل الصحيح واحتواءهم بدلاً من شدهم الرحال لهنا وهناك.