في اعتقادي لا يمكن حل مشكلتنا مع الأمطار طالما كنا متمسكين بطقوسنا القديمة في العمل والتأمل واستعراض النظريات وترديد جملة لقد أصبح العمل منتظما والأوضاع تحت السيطرة ونمتلك استراتيجية عمل وخططا وبرامج لمعالجة الكوارث، وما تعرضت له البحرين خلال الأيام الأخيرة كان كارثة طبيعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولو استمر هطول الأمطار “جم يوم زيادة بس” لوصل مستوى المياه إلى الطوابق الثانية من بيوتنا وغرقت كل المناطق. 

لقد لفت انتباهي تصريح يثير الحيرة والقلق لموسى البلوشي عضو المجلس البلدي بالمحافظة الجنوبية للزميلة “الوطن” حين قال (للأسف هناك شوارع جديدة من المفترض أن بها نظاما للتصريف الصحي والارتفاعات ودرجة ميلان الشارع فيها صحيحة، إلا أنها غرقت في الأمطار سواء في الرفاع أو حتى مدينة عيسى، ولا نعلم كيف تم تصميم الطرق بهذه الطريقة، غرقت منازل المواطنين في مجمع 912 رغم أنه مطور بالكامل إلا أن ذلك يعني وجود خلل في التصاميم والوزارة بحاجة لإعادة النظر فيها).

صراحة هذا الوضع يتطلب القيام بتحقيق شامل ويجب أن ترتفع الأصوات عاليا في وجه المقاولين الذين تسند إليهم مهمة رصف الشوارع الجديدة، فمن المرجح أنهم يمتلكون الامتياز والتراخيص “للتعبث والتجربة” في الشوارع ولكن دون متابعة ومحاسبة من الوزارة، وإلا ما سبب هذه الأضرار الثابتة التي تخرج بصورة رئيسية في موسم الأمطار وينتج عن ذلك استنزاف شديد لميزانية “الترقيع” ما بعد الخراب. شوارع رئيسية مثل شارع الشيخ جابر الأحمد وغيره اكتشفنا أنها شوارع مغطاة بغشاء رقيق وبها انخفاض واضح وهذا يبعث مؤشرات رئيسية عن واقع الحال الصعب في كل شوارع البحرين ولعب المقاولين فيها وعدم تنفيذ الالتزام والكثير من الشروط، يسلمون الشوارع إلى الجهة الرسمية مثل البضاعة التي بها الهلاك والتلف المخفي.

ما أريد قوله هو ان على الجهات الرسمية أن تراقب حركة المقاولين الذين تكون لهم مشاريع تطوير شوارع البحرين بعين يقظة دائما وتوسيع قاعدة المحاسبة الفورية لأن مشكلتنا الرئيسية تكمن في التصاميم والبناء والمخططات والتطوير، فنحن نعاني من جوانب نقص كثيرة وفي مرافق جديدة مع الأسف. 

وأخيرا... ما هو دور اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث؟ فنحن مررنا بكارثة حقيقية!.