العدد 3050
الأحد 19 فبراير 2017
banner
تحالف عربي ضد إيران
الأحد 19 فبراير 2017

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، في تقرير نشر مؤخرا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تُجري مباحثات مع عدة دول عربية للتعرف على إمكانية تأسيس اتحاد أو تحالف عسكري عربي يقوم بتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل، بهدف مواجهة العدو المشترك، وهو إيران، وأن هذا التحالف سيكون على غرار اتفاقية الدفاع المشترك لحلف (الناتو)، ويكون بموجبه أي هجوم على دولة من الدول الأعضاء بمثابة هجوم على جميع الدول الأعضاء، وأن دور إسرائيل في الأغلب سيكون مجرد تبادل المعلومات الاستخباراتية وليس إجراء عمليات تدريب أو المشاركة بقوات على الأرض.

هذه الخطوة تمثل محاولة للانتقال من جانب التصريحات والتغريدات المهددة لطهران إلى المبادرات والمشاريع العملية من قبل إدارة الرئيس ترامب، وتؤكد بطبيعة الحال جدية ترامب في تحجيم نفوذ إيران وتقليم أظافرها التي باتت تنتشر في أماكن كثيرة من المنطقة، وإدراكه أنه لا يمكن نجاح هذه المواجهة إلا بالتعاون مع الدول العربية.

الإدارة الأميركية تعلم جيدًا مدى حساسية هذا التحالف وتتوقع بكل تأكيد وجود تحفظات كثيرة من الدول العربية على مثل هذا التعاون مع إسرائيل، لكنها لا تملك خيارات أفضل من مثل هذا الحشد لدول المنطقة في مواجهة طهران لضمان التفوق وتحقيق الأهداف المرجوة وخصوصا أن العدو لا يستهان به.

ولهذا، يمكن للدول العربية أن تستثمر مثل هذا التوجه لدى الإدارة الأميركية لتخرج بمكاسب تتناسب مع حجم المهام المترتبة على الانضمام لهذا التحالف وتبرر التعاون مع إسرائيل، والضغط باتجاه تصحيح بعض السياسات الأميركية والإسرائيلية بما يحقق المصالح العربية، حيث يمكنها على سبيل المثال اشتراط تجاوب إسرائيل مع الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، والتوقف عن الأنشطة الاستيطانية وإلغاء القوانين التي تمثل انتهاكًا لحقوق الشعب الفلسطيني، كما يمكنها المطالبة بإلغاء أو تعديل قانون “جاستا”.

إن القبول بمثل هذا التحالف الذي تقترحه إدارة ترامب ليس سهلاً وسيرتب أعباء على الدول العربية، لكنه إن كان خيارًا حتميًا  لمواجهة النظام الإيراني “الإرهابي” ووكلائه في المنطقة فيجب أن تكون المكاسب منه على قدر أعباء المشاركة فيه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية