+A
A-

كانو الثقافي ينظم محاضرة " محمد حسنين هيكل .. ماله وما عليه "

بين الصحافة والسياسة وشائج قربى فالصحافة سلطة رابعة كما يقال فهي شريك السياسة ومحرك الرأي العام فيها  فهي الخبر والمخبر والمخبر عنه هكذا ولد " الكاتب الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل .. ماله وما عليه"  كان هذا عنوان المحاضرة التي أقامها  مركز عبدالرحمن كانو الثقافي يوم الثلاثاء الماضي الموافق14 فبراير للأستاذ رضي السماك و أدارها الأستاذ زكريا رضي وناقش فيها شخصية الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل .

وأشار السماك في بداية المحاضرة أن الأستاذ  الراحل محمد حسنين هيكل الملقب ب "الأستاذ" هو أحد أهم الشخصيات في تاريخ الصحافة المصرية والعربية المعاصرة وقد كرس الشق الأكبر من حياته في خدمة وتطوير مهنة الصحافة وفي الكتابة الصحافية بأرقى أشكالها التعبيرية في عمق التحليل السياسي والفكري المدعم بغزارة المعلومات الموثقة.

وقد عرض السماك في مستهل حديثه سيرة حياة الكاتب الراحل الذي كان مولده في قرية باسوس في محافظة الدقهلية من العام 1923 م بأصول صعيدية من محافظة أسيوط وكان التحاقه في عام 1942 م بال" Egyptian gazette "  أولى خطوات التحاقه بالعمل الصحافي و أشتهر بتحقيقه المثير عن ظاهرة الدعارة في القاهرة  كما شارك بنفس العام كمراسل في معركة العلمين غرب الإسكندرية والتحق بمجلة روز اليوسف عام 1944 م ثم لمجلة آخر ساعة ليصبح رئيسا لتحريرها عام 1952 م, ثم امتلك جريدة الأهرام ليصبح رئيس تحريرها من عام 1957 الى العام 1974 م  ليصعد نجمه بشكل مثير وبارز فقد أصبحت الأهرام تحت قيادته الصحيفة الأكثر شهرة مصريا وعربيا بفضل تطوير مختلف موادها السياسية والثقافية والأدبية و قد كان هيكل من المقربين للرئيس الراحل جمال عبدالناصر. ليجبره الزعيم الراحل أنور السادات في عام 1974 م على ترك جريدة الأهرام بعد تعارض توجهاته السياسية ومع توجهات الزعيم القيادية آنذاك ليتوقف هيكل عن الكتابة في الصحف المصرية و العربية بصفة منتظمة أو تعاقدية وأعلن عن توقفه عن الكتابة في عام 2003 م بمناسبة قرب بلوغه الثمانين عاما.

ونوه السماك في خضم حديثه أن أول إصدارات هيكل كانت كتاب "إيران فوق بركان" فقد أصدر هيكل ما يقارب الخمسين كتاب باللغتين العربية والانجليزية وكان أهمها "لمصر لا لعبدالناصر" ,"خريف الأدب "الطريق إلى رمضان", "عبدالناصر والعالم" والعديد غيرها. وكانت أبرز المراحل التي مر بها الكاتب الراحل في حياته الصحافية يمكن تقسيمها إلى سبعة مراحل أولها امتد من 1942 الى العام 1952 التي ابتدأ فيها عمله الصحفي ولم يكن حينها اسمه لامعا في العمل الصحافي بعد ثم تصاعد نجمه بعد التحاقه ب "أخبار اليوم " و"آخر ساعة "  واستلامه لمنصب رئيس تحرير الأهرام وقد كان من أهم منعطفات هذه الفترة تعرفه على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكانت أهم تغطياته الصحافية عن انقلاب حسني الزعيم و اغتيال الملك عبدالله في القدس والحكم الوطني لمحمد مصدق, أما المرحلة الثانية فقد امتدت من العام 1952 الى العام 1956م والتي هيمن عليها قربه وعلاقته الوثيقة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر, لتمتد المرحلة الثالثة من العام 1957م الى العام 1970م والتي برز فيها من خلال جريدة الأهرام التي تطورت تطور مدهش , فقد هيمن مقاله الأسبوعي "بصراحة" على الصحافة العربية في ذلك الوقت .