العدد 3051
الإثنين 20 فبراير 2017
banner
شوارعنا على فراش المرض... حتى أفلاطون تعب!
الإثنين 20 فبراير 2017

يبدو أننا باقون على هذه المشاكل التي تتعرض لها شوارع البحرين خلال موسم الأمطار، وكأننا حريصون على التشبث بها ويأخذنا الحماس ويدفعنا الطموح لمعانقة الفشل “سنويا” والتوقف فترات طويلة داخل الصاعقة. مررنا بنفس المشكلة قبل عدة أشهر في العام 2016 وليس قبل قرون، وشكلت لجان متنوعة ومد مجلس النواب ذراعه بفزع وقفز النواب من كراسيهم كالملسوعين وتوعدوا وصرخوا، والبلديون مثلهم ضحكوا علينا برحلة عظيمة بين المجمعات والشوارع المتضررة في حين أنهم كانوا يعيشون تناقضا صامتا يشار إليه بالبنان. 

أما المسؤولون في وزارتي البلديات والإسكان فقد سجلوا علاقة صداقة مع الفشل وكأنهم يبحثون عن شيء متميز في الفشل أو السطوع والتوهج، الغرض الرئيس واضح ولا يحتاج إلى تقص ودراية وهو إعادة رصف الشوارع ومتابعة تنفيذها مع المقاولين وتوسيع شبكة المجاري لكي تتمكن من استقبال كميات ضخمة من مياه الأمطار وإيجاد حلول للتصاميم الخاطئة التي تتناثر في  كل شوارع البحرين “والله يعلم” ربما يتم تنفيذها حاليا ضمن إطار التطوير والتوسيع. 

نحن لسنا أمام اكتشافات علمية ولكننا نقف أمام قضية مناخية لها تأثيرات سلبية على شوارعنا ولغاية اليوم لم نتوصل إلى حلها وكأن العلم في هذا الميدان محدود ومتواضع، نفس الشوارع التي غرقت بسبب مياه الأمطار العام الماضي غرقت خلال الأيام الماضية، فالمشكلة باقية وثابتة وسوف تستمر وتتسع وستبقى شوارعنا وعاء حافظا ومستودعا لمياه الأمطار، حاولت التفكير بنفسي عن سبب وجود “النقعة الأسطورية” التي عرفتها في فريجنا مجمع 802 منذ أن سكنا مدينة عيسى في العام 1975 ولغاية اليوم 2017 ولكنني تعبت، وحتى لو طلبت من أفلاطون أو سارتر أو ماركس وكل عباقرة الفلسفة فإنهم سيتعبون أيضا من فك لغز تلك “النقعة” التي يفترض أن تدخل التاريخ  بقوتها وصمودها وطول حياتها.

ما الذي يحصل عندنا، جديد اليوم هو قديم الأمس وكأننا محكومون بدورة سنوية من المعاناة في موسم الأمطار وما يتصل بها من حوادث وكوارث وخسائر. ما الذي ينقصنا من تقنيات العصر حتى نتجاوز هذه المآساة السنوية المدمرة، هل توقفت عجلة التطور عند هذا الحد وهل سنرضى بأن تبقى شوارعنا على فراش المرض إلى ما لا نهاية؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية