العدد 3054
الخميس 23 فبراير 2017
banner
عأسطوانة “المحافظ” و”الإصلاحي” في نظام المرشد الفقيه
الخميس 23 فبراير 2017

الإصلاحي المعتدل والمحافظ في إيران. أحمدي نجاد كان المحافظ المتشدد ورفسنجاني وروحاني من الموصوفين بالاعتدال، وكان محمد خاتمي في أواخر الثمانينات يعتبر قمة الاعتدال وحين تولى الرئاسة مرتين كان الشباب الإيراني المتذمر يأمل أن يكون عهده “ربيع إيران”، ولكن الحصيلة كانت تفاقم القمع وهجرة العقول وتنشيط المشروع النووي وعنجهية الحرس الثوري. إن نظام المرشد الفقيه قائم على وحدانية القرار، أي كل الصلاحيات في يد المرشد الأعلى وفي يديه المفاصل الاقتصادية وكل المؤسسات، وهو قائد الحرس الثوري الذي له صلاحيات بلا حدود داخل إيران وخارجها. إن الطبقة الحاكمة من الملالي، بالجناحين الموصوفين بالاعتدال أو التشدد، تدعم هذا النظام الذي يستخدم القمع وينفذ الإعدامات الجماعية ضد كل معارض حقيقي يسعى لتغيير النظام نحو الديمقراطية، وفي عهد الرئيس الحالي، تسارعت وتيرة الإعدامات والتدخل في شؤون المنطقة وتصدير الإرهاب، وتصدير الإرهاب يجري وفق مبدأ خميني الموصوف بـ “تصدير الثورة الإسلامية”، وكان رفسنجاني من أعمدة هذا النظام ولكنه مع آخرين كانوا يختلفون مع منافسين لهم في فن المناورة والتكتيك وتصادم المصالح الاقتصادية والمالية، وكلها فروق لا تمس الجوهر، أي دعم النظام، وليس بينهم من يدعو إلى الديمقراطية، كما أنهم أيدوا المشروع النووي مع توزيع الأدوار، ورفسنجاني حين كان رئيسا للجمهورية خلال الحرب مع العراق كان يدعو علنا إلى شنق كل معارض يساري.

لقد نشر اللوبي الإيراني في الغرب، ولاسيما في الولايات المتحدة حكاية الإصلاحيين المعتدلين، وهي حكاية تتردد باستمرار، ولابد من التفكير باتفاقهم جميعهم خلال تلك الحرب على تلقي السلاح من إسرائيل وأميركا فيما سمي بـ “إيران غيت”. ومد أوباما يده إلى روحاني “المعتدل” دون الاهتمام بما يجري للشعب الإيراني والتدخلات الإيرانية في المنطقة حتى تمت صفقة النووي بعد أن قدم تنازلات كبرى إلى إيران، وحتى لو افترضنا المستحيل أي وجود رؤساء معتدلين فإن تقاليد الأمور في ايران هي دوما في يد المرشد الفقيه.

ومما له دلالة أيضا على ما يجمع كل هذه الأطراف حادث تفجير المركز اليهودي في بوينس ايريس عام 1994، حيث وجه المدعي العام الأرجنتيني عهد ذاك أصابع الاتهام علنا الى إيران كما صرح بأن مسؤولين إيرانيين يغطون على المجرمين وعدد منهم محسن رضائي وعلي أكبر ولايتي ورفسنجاني وآخرين، وظل حاكم التحقيق يطالب بمحاسبة إيران ولكنه وجد بعد سنوات قتيلا في شقته، والجدير بالذكر أن منفذي تفجير المركز كانوا من حزب الله ومنهم عماد مغنية.

على المجتمع الدولي أن يدعم القوى الديمقراطية العلمانية في إيران وأن يدين بشدة ممارسات التدخل وتصدير الإرهاب، وإيران ذات الحضارات العميقة والشعب الإيراني المناضل يستحقان حكما ديمقراطيا عادلا لا دكتاتورية دينية شمولية، ودعم القوى الديمقراطية في إيران واجب القوى الوطنية في البلدان العربية وذلك من اجل قيام إيران مسالمة وديمقراطية تلعب دورا إيجابيا في حياة المنطقة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .