العدد 3058
الإثنين 27 فبراير 2017
banner
لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بالشورى تخلط الحروف والأعداد!
الإثنين 27 فبراير 2017

يبدو أننا بدأنا نسير حسب استراتيجية مضبوطة وخطة عمل متفق عليها تبعد المواطن البسيط عن “الصدمات” وظاهرة التصريحات التي تلعب بأعصابه وتخترق جدران قلبه، فقد قرأت أن لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى أكدت أن:

“المواطن شريك أساس في التنمية، ودعت إلى مزيد من الشفافية في الخطاب الموجه للمواطنين وإطلاعهم على التحديات والإجراءات الضرورية على الصعيد الاقتصادي؛ ليكونوا على قناعة واستعداد للمشاركة في تطبيقها إذا استدعى الأمر، خصوصا أن مسؤولية المواطنين في دعم أي قرار من شأنها تعزيز وحدة المجتمع وتضامنه لمواصلة المسيرة. فالجميع يحتاج للمصارحة وإشراك المواطن في الاطلاع على المعلومة؛ ليكون على بينة وليعرف حجم التحديات؛ ليبادر من جانبه في الوقوف إلى جانب الوطن في هذه الظروف”.

مع كامل تقديري للجنة إلا الصورة العامة لا يمكن أن تتغير، وسماع “الصدمات” التي تذهب العقول والنفوس أصبح مثل الخبز اليومي، فقد اعتدنا على الفوضى وكل شيء أصبح ملتبسا والغموض ينمو وينتشر من حولنا ومنظار الغد أصبح معطلا.. أكثر من مرة ترك المواطن يحوم هكذا في دوامة القلق والترقب دون أن تتولى أي جهة إيضاح الحقائق بفعالية عالية. 

هذا الوزير يتحدث عن مجمل الأوضاع الاقتصادية وعن قرارات قادمة والمواطن كأنه مخلوق فضائي لا يعرف ما يحدث من حوله، ويخرج عضو مجلس الشورى الفلاني ويتحدث عن بدائل متاحة وتخفيض نفقات وعجز في الميزانية وأيضا المواطن “ ضايع في الحسبة”. ثم يأتي دور الوكلاء والمديرون والخبراء وفصل جديد من التنظيرات والنقاشات وأولويات وهياكل أساسية وغير أساسية وأيضا يظل المواطن هو الطرف الأضعف ولا يصله قدر محدود من أي معلومة.

لا نحتاج لمن يرشدنا إلى الوقوف مع وطننا في مثل هذه الظروف وغيرها حسب اللجنة، فالمواطن المخلص على أكمل الاستعداد للقيام بالمسؤوليات والمهام الموكلة إليه، وسيضحي بكل شيء من أجل البحرين الغالية وأمنها واستقرارها، وسيكون هو أول من يبحث عن التوازن وسيطبق كل ما يطلب منه، ولكن من المفترض أن نجعل هذا المواطن “اللي كل شيء على رأسه” أمام الحقيقة والمعرفة وليس خلفها، ولا يعيش فراغا معلوماتيا في آن واحد.

للأسف هناك فجوة بين المواطن والمسؤول في كل القطاعات، ويبدو أن لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى تتعرض لامتحان قد يصعب اجتيازه، ولهذا لجأت إلى خلط الحروف والأعداد!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية