العدد 3059
الثلاثاء 28 فبراير 2017
banner
دور الثقافة في محاربة الإرهاب
الثلاثاء 28 فبراير 2017

لا تلاقي بين الثقافة والإرهاب، فالثقافة من فنون وآداب وأفكار وتربية وتعليم وفلسفة ومُثل وقيم وإعلام ومعتقدات مجتمعية إيجابية هي بمجملها ثروة معرفية وعقلية تتناسق مع روح الإنسان وإحساسه، وتوظيفها في المجتمع يُضيف الحياة والبهجة والسعادة، فالثقافة تعكس حياة الأمة وحياة شعبها، وهي تعبير حقيقي عن حاجاتهم، وجزء لا يتجزأ من شخصيتهم وهويتهم الوطنية، فهي خالية من التعصب والطائفية، وجوهرها الوطني ثابت.

الإرهاب حالة منافية للثقافة، فهو مُدمر للمجتمع، مُسبب للأزمات السياسية والاقتصادية، ونقيض للأمن والاستقرار، هويته القتل ودينه الاستبداد ومذهبه الهدم، وديدنه تدمير الإنسان والمجتمع مُهددًا حياة الناس، مُفرقًا بينهم في أتون الصراعات والطائفيات، وتلتقي أهدافه ودوافعه مع شرور الدول المُعادية لبلادنا وأقطارنا العربية وغاياتها، وبالثقافة والفنون الراقية نستطيع أن نحارب الإرهاب على المدى الطويل وذلك بطرح خطاب ثقافي يستطيع تعرية الإرهاب وأفكاره وأهدافه ويفضح جماعاته.

إن الحالة التي وصلت إليها أقطارنا العربية من التراجع الفكري والعنف الطائفي تتطلب إصلاحًا للمنظومة الثقافية وفتح الأبواب أمام أفق الحداثة الثقافية والتقدم المعرفي. وحتى تستطيع الثقافة مُحاربة الإرهاب لابد أن يكون هناك توجه ثقافي مُتكامل في فكر الثقافة المدنية والتربوية والدينية، ولا يمكن تجزئة هذه الثقافات أو الاهتمام بإحداها دون الأخرى، وهذا يتطلب إعادة هيكلة الخطاب الديني واجتثاث الجزء الطائفي منه.

إن التطرف والعنف في أي مجتمع يتصاعد مع وجود الخطاب الديني بفئتيه المُناقض للإصلاح، فالإرهاب يتكيَّف مع هذه التناقضات، ويفقد الدين هويته.

إن العلاقة بين الثقافة والإرهاب علاقة تضاد، فالثقافة طريق الحياة والنور والإرهاب طريق الموت والظلام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية