العدد 3060
الأربعاء 01 مارس 2017
banner
لابد من قطع دابر الإرهاب بكل السبل
الأربعاء 01 مارس 2017

التعديل الدستوري الجديد الخاص باختصاصات القضاء العسكري الذي يهدف إلى حماية المجتمع من الجرائم الإرهابية يعد تعديلا حتميا للتعامل بجدية مع الجريمة الإرهابية التي باتت تهدد المجتمع بأسره وتهدد استقرار وبقاء الدول على مستوى العالم، ناهيك عن الأمان الشخصي للأفراد. الإرهاب يدار حاليا على مستوى العالم بأموال مؤسسات وخطط أجهزة استخباراتية لها أجندات محددة هنا وهناك، ولم يعد الإرهاب مجرد جريمة فردية ينفذها أحد المارقين أو المجانين في هذا المكان أو ذاك، وبما أن الإرهاب لم يعد جريمة تقليدية أو فردية، فإن مواجهته إذا أريد لها النجاح بدرجة أو بأخرى لابد أن تكون هي أيضا مواجهة غير تقليدية.

وبما أن دكاكين حقوق الإنسان جاهزة دوما للتنديد بأية إجراءات تتخذها دول معينة للحفاظ على أمنها واستقرارها، فلابد أن تكون مواجهة الارهاب بأدوات قانونية كاملة ومعبرة عن إرادة المجتمعات التي تكتوي بنار الإرهاب. وإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية، أكبر دولة في العالم وأكثر الدول قدرة على التعامل مع القضايا الأمنية بما تملكه من قدرات عسكرية واستخباراتية، قد قامت – من باب الخوف على أمنها – بصياغة أغرب القوانين ربما في التاريخ الإنساني، وهي القوانين التي تمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية الأراضي الأميركية خشية أن يكون بين الداخلين إرهابي محتمل، إذا كانت الولايات المتحدة لم تجد حيلة سوى ذلك، فما بالكم بدول مثلنا؟

دول كاملة تعاقب من أجل مجرد احتمال، إذا أمن أميركا ومواطنيها أعلى من أي قانون أو قيمة تاريخية وأعلى من الأمنستي إنترناشيونال وأجدادها وأحفادها وقوانينها! ونحن لابد أن نحافظ على أمننا بكل السبل، والتشريعات التي تتم صياغتها حاليا من أجل مواجهة الإرهاب الفاجر هي أقل ما يجب، شاء من شاء وأبى من أبى.

لا شيء أهم من أمننا واستقرارنا، مهما قيل، خصوصا عندما تختلط الأمور ولا يمكننا أن نفرق بين من يدعمون الإرهاب وبين من يتباكون على حقوق الإنسان لدينا ولدى غيرنا. إن إيران - التي تتدخل في شؤوننا لأتفه الأسباب وتمارس الوصاية على البعض من المواطنين البحرينيين - تغتصب النساء في السجون وتدفعهن للانتحار بسبب معارضتهن النظام، وفي الوقت ذاته تندد بنا إذا قمنا بمنع بحريني من ممارسة التحريض الطائفي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية