يحكى أنّ معلماً كتب على السبورة تسع معادلات صحيحة وواحدة فقط من بينها كانت خاطئة، وعندما انتهى من الكتابة نظر إلى الخلف فإذا بالتلاميذ يضحكون بسبب أنّ المعادلة الأولى كانت خاطئة. فقال لهم المعلم: (كتبت المعادلة الأولى عن قصد)! لأنني أردت أن أعلمكم اليوم أمرا في غاية الأهمية هو: (أن تعرفوا كيف يتعامل معكم أكثر الناس)، فقد لاحظتم أنني كتبت تسع معادلات صحيحة ومع ذلك لم يهنئن أحد، بل إنّ الكل كان يضحك ساخراً من المعادلة الخاطئة الوحيدة!

الذي أرادت الحكاية أن تقوله باختصار شديد أنّ أغلبية الناس من حولنا لا يأبهون إذا فعلنا الصواب ولو حدث هذا عشرات المرات ولكنك تكون هدفا لانتقاداتهم بسبب خطأ واحد فعلته عن قصد أو من دونه، أما الدرس الذّي نستخلصه هو مهما كانت كثرة هؤلاء المثبطين والمستهزئين من حولنا فلا يجب أن نمنحهم الفرصة عن أهدافنا. إننا كبشر عرضة للأخطاء وهذا ليس مبررا لإعاقتنا عن الاستمرار في طريقنا. 

إن كل فرد يجب أن يدرك أننا كبشر من طبيعتنا أن تكون هناك نقاط ضعف ويفترض أن نعترف بها بشجاعة. وهناك من قال “ارووا لأولادكم الأخطاء لكن تفادوا المبالغات لكي تكون رسالتكم أكثر إقناعا”. يجب أن نحضر الأجيال لمواجهة المواقف والظروف الصعبة. إنّ قصص الفشل يجب أن تروى للأبناء لأنه سيأتي اليوم الذي يكبرون فيه ويرتكبون الأخطاء. 

من يتأمل الواقع المحيط فإنه يجد أنماطا من الشخصيات التي دأبت على بث الإحباط وإشاعة الاتهامات الزائفة، فهناك الفاشلون الذين يسعون بكل الأساليب إلى تعميم تجربة فشلهم وأيضا الحاقدون الذين تضيق صدورهم من نجاح الآخرين. إنّ افضل ما يقدمه علم النفس لتفادي هذه النماذج المحبطة هو التجاهل والإعراض وفي الوقت ذاته الإصرار على الاستمرار في طريق التميز بخطوات واثقة.