العدد 3065
الإثنين 06 مارس 2017
banner
“شنهو الوطن؟!”
الإثنين 06 مارس 2017

رغم أننا بلد صحراوي، في محيط صحراوي، ولكن ما إن تكون هناك مسرحية للأطفال، إلا وتحضر الغابة، والدببة، والأسود والنمور وغيرها من الحيوانات، ومع ذلك، كتب شاعرنا علي الشرقاوي بعضاً من أهم أشعاره الغنائية في هذه المسرحيات، ومنها مسرحية “وطن الطائر” حينما قال متسائلاً: “شنهو الوطن؟!”.

هذا السؤال الذي يتبادر إلى الذهن في الملمات عندما نجد اثنين أو أكثر، تختلف اتجاهات أصابعهم وهم يشيرون إلى الوطن باختلاف المعاني التي تلقوها عن المعنى الخاص بهذه الكلمة، التي بها يحيا أناس، ومن أجلها يموت أناس.

يمكن إرجاع أسس الكثير من الخلافات التي نشأت في الأوطان، وخصوصاً لو بدأنا من الدول العربية الحديثة منذ النصف الثاني من القرن العشرين، لوجدنا أن الاختلاف على تعريف الوطن والوطنية واحد من أسباب قيام المشاريع الكبرى في تدمير البنى التحتية لأن الكثير من الأنظمة ترى أنها هي الوطن، وقالها بعض الحكام صراحة أو مداورة إن سقوطهم يعني سقوط البلاد في مستنقعات الفوضى ذلك أنهم جعلوا خيوط اللعبة تنتهي إليهم هم فقط، ومن دونهم تتشابك الخيوط ولا تبقى هناك لعبة تدار. وهناك من يتجرّع التآمر مع الخارج من أجل أن “ينقذ” الوطن وبعد ذلك يفك ارتباطه، وتقول لنا دروس التاريخ إن هذا التعاون هو ما ينطبق عليه مثل “عود الكبريت” الذي لا يشتعل إلا مرة واحدة، ومتى ما جرى هذا التعاون فإن رقبة الوطن كلها تكون قد سُلّمت للآخر يفعل بها ما يشاء، ولنا في من أتوا إلى السلطة على دبابات الغير، درس. وهناك من يتحمّل أن يحكّ الوطن بمبرد الحديد وهو يرى لحم وطنه يتفرّى، وأمنه يستباح، من أجل أن يصل إلى مبتغاه بالفوز في الحرب ضد خصمه، على أن يقوم تالياً ببناء ما انهدم، ورأب ما تصدّع، وما أصعب المهمة وأبعد الطريق!

الوطن في الويكيبيديا “عبارة عن المكان الذي يرتبط به الشعب ارتباطاً تاريخياً طويلاً. المنطقة التي تولّدت فيها الهوية الوطنية للشعب». وفي “لسان العرب” الوَطَنُ «المنزل تقيم به وهو مَوطِنُ الإنسان ومحله (...) وأَوْطانُ الغنم والبقر مَرَابِضُها وأَماكنها التي تأْوي إليها»، والوطن عند الشرقاوي قصيدة لا تكتمل، وفي القلوب معانٍ يرتعش القلب عند ذكرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية