العدد 3066
الثلاثاء 07 مارس 2017
banner
نفوذ إيران... رضا أم إذعان؟ (1)
الثلاثاء 07 مارس 2017

في تصريح مضحك، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “أرنا” أن إيران تعتمد في سياستها على صون سيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها، معتبرًا أن نفوذ إيران الإقليمي ليس مبنيا بالضرورة على الأدوات المادية والقوة العسكرية، وإنما هو نفوذ معنوي وثقافي وذاتي ولا يمكن الحصول عليه بالمال والسلاح والدعاية.
الواقع والحقائق في كثير من الأراضي العربية تجعل تصريح قاسمي مجرد دعابة قالها لإحياء نقاش حول موضوع محسوم، ومعروف للجميع أن سياسة إيران مبنية على التدخل في شؤون الغير، ونفوذها قائم على أدوات الإجرام التي تمتلكها.
ربما الرد الأوضح يأتينا من العراق، كأهم الدول التي تتمتع إيران بنفوذ واسع فيها يصل لحد القبضة على كل مقاليدها وتصريف أمورها وتوجيه سياساتها، فهل كان هذا النفوذ معنويًا وبفعل الثقافة الإيرانية دون أي تدخل في شؤون هذا البلد؟
أترك الإجابة للجنرال الأميركي جورج كيسي، وهو من كبار جنرالات حرب غزو العراق واحتلاله عام 2003م وتمهيد الطريق أمام النفوذ الإيراني الذي نراه الآن على الأرض وفي المجتمع، حيث صرح بأغسطس من عام 2014 بأن القوات الأميركية ألقت القبض في مرات عدّة على عناصر من فيلق القدس الإيراني أثناء تلقيهم تدريبات عسكرية في مناطق مختلفة من العراق، وأن عمليات خطف وسرقة واغتيالات تمّ تنفيذها بمعرفة القوات الأميركية، مؤكدًا أن إيران تستخدم الإرهاب كوسيلة من أجل الوصول إلى أهدافها في العراق، وأنها تدعم ميليشيات تعمل على إشعال الطابع الطائفي في العراق، وتتحمل المسؤولية عن مقتل الآلاف من العراقيين، وعن تفجير مقام الإمامين العسكريين في سامراء عام 2006، وتم إبلاغ رئيس الحكومة (آنذاك) نوري المالكي عن مسؤولية فيلق القدس والميليشيات المرتبطة به عن إثارة العنف والنعرات الطائفية في العراق.
ويؤكد الجنرال الأميركي أن نشاط الإيرانيين لزعزعة المنطقة لا يقتصر على دورهم في العراق بل امتد نحو لبنان وسوريا واليمن، وأن الحرس الثوري الإيراني هو من يدير الحملة العسكرية الشرسة ضد العراق وسوريا ولبنان. وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية