العدد 3066
الثلاثاء 07 مارس 2017
banner
صرخة إلى جميع الرجال
الثلاثاء 07 مارس 2017

عندما كتبت ألوم بنات جنسي أو بعضهن بسبب عدم التزامهن بحسن التبعل لأزواجهن، كتبت ذلك إشفاقا عليهن، لأن المرأة في مجتمعاتنا الشرقية هي دائما التي تدفع الثمن عندما يحدث تصدع للعلاقة الزوجية، فالمرأة ظالمة أو مظلومة ستدفع ثمنا باهظا، لأنها لا تملك خيارات كثيرة عندما يقع هذا التصدع، فقد تخسر أولادها إلى الأبد، وقد يصبح أبناؤها عبئا اقتصاديا عليها إذا كانت فقيرة ولا تملك وظيفة أو نشاطا تكسب منه، وقد تكون بلا أولاد من الأساس، فتجد نفسها ملقية على قارعة الطريق بلا حماية أو أمان.
إذا المرأة ضحية في كل الحالات، وما طالبت به النساء في عمود سابق هو أن يبذلن ما يملكن لضمان عدم تصدع العلاقة الزوجية، وألا يكنَّ السبب في تعاسة أنفسهن. ولم تكن دعوتي لبنات جنسي على الإطلاق تلقي اللوم الكامل على المرأة في فشل تلك العلاقة وما يترتب عليها من مآسٍ لا يجرؤ على ذكرها إلا القليل جدا من الناس، فالمرأة كائن له تركيبة نفسية وعاطفية مختلفة بشكل ما عن الرجل، ولها نقاط ضعفها وقوتها ومفاتيح سعادتها وتعاستها التي قد يعلمها بعض الرجال ولا يعلمها البعض الآخر.
إذا كانت المرأة تجد طريقها إلى أعماق الرجل من خلال عينيه، فالرجل لا يستطيع الوصول إلى المرأة إلا من خلال أذنيها، فمهما كان إعجابها بالشخص ورشاقته وعضلاته المفتولة، إلا أنها لا تصل إلى تلك الحال التي لا يعرفها كثير من الرجال ولا ينعمون بها، إلا إذا بدأ الرجل سعيه إلى المرأة عن طريق أذنيها، فالمرأة يسحرها الكلام الجميل ويأخذ بيدها إلى ذلك العالم الأسطوري ويجعلها تحلق في آفاق لا يعرفها غيرها.
لابد إذا للرجل أن يسكب أحلى الكلمات إن أراد أن يكون لتلك العلاقة لون، فالمرأة تسعدها الكلمة الحلوة وإن كانت كاذبة... “قل لي ولو كذبا كلاما ناعما... قد كان يقتلني بك التمثال”.
الرجل إذا يتحمل مسؤولية أكبر تجاه نجاح العلاقة، ويصبح أنانيا وقاسيا عندما يتعامل مع المرأة ككوب من العصير أو ثمرة من الفاكهة، وينسى أنها كائن حي يتنفس وينفعل ويصاب بالنفور ككل الكائنات الحية.
وقد يكون السبب في ذلك أن الرجل يملك حلولا لا تملكها المرأة، خصوصا المرأة الشرقية أو المسلمة، وقد يكون السبب الجهل، ولكن النتيجة النهائية هي التصدع الأسري والوقوف أمام القضاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية