العدد 3067
الأربعاء 08 مارس 2017
banner
نفوذ إيران... رضا أم إذعان؟ (2)
الأربعاء 08 مارس 2017

أقرت إيران نفسها أن سياستها طائفية توسعية وأن نفوذها يعتمد على القتل والإرهاب، فقد اعترف القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني محمد جعفري بوجود نحو مئتي ألف مقاتل من خارج إيران مرتبطين بالحرس الثوري وقوات الباسيج، جندتهم مقابل حصولهم على الجنسية الإيرانية بمقتضى قانون أقره البرلمان الإيراني لهذا الغرض.
كما نشر موقع “مشرق” الإيراني القريب من الأجهزة الأمنية الإيرانية في أغسطس الماضي مقابلة لأحد أبرز قادة الميليشيات والقوات الإيرانية في سوريا وهو الجنرال محمد علي فلكي كشف فيها عن إعادة تنظيم الميليشيات الموالية لطهران في سوريا في إطار تنظيمي يحمل اسم “جيش تحرير الشيعة والمسلمين” في سوريا، قائلاً: “إننا نذهب إلى جنوب لبنان لندافع عن الشيعة، وكذلك إلى البحرين واليمن، وننفق كل هذه الأموال من أجل حماية ودعم الشيعة هناك”.
ويبدو أن فلكي كان قد تناول جرعة زائدة من حبوب الصراحة، حيث اعترف أن إيران هي التي أوجدت حسن نصرالله وصنعت منه زعيماً لميليشيات “حزب الله”، قائلاً: “نعمل على تنظيم وتجنيد عناصر من السكان المحليين في أي مكان يوجد به قتال”، مشيرًا إلى أن الحرس الثوري يقود بالفعل قوات تضم باكستانيين وعراقيين وسوريين ولبنانيين، مؤكداً أن هذا الجيش الجديد يهدف للقتال في الدول العربية، حيث تتكون قواته من المسلمين من مختلف أنحاء المنطقة.
أما عن الثقافة والسياسة التي تلتزم بها إيران تجاه مجتمعها وداخلها، فتكفينا الإشارة إلى المعلومات التي نشرتها المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان في أغسطس الماضي التي تكشف عن وجود أكثر من 1000 سجين من أهل السنة الأكراد والأحوازيين والبلوش، وأن التعامل مع السجناء يتم بوحشية ويتم منعهم من أداء الفرائض الدينية واستخدام طرق متنوعة في تعذيب السجناء نفسيًا، إضافة إلى المداهمات المستمرة لبيوت بعض الدعاة السنة واختطافهم، وإعدام الأطفال.
هذه هي ثقافة القتل والوحشية التي تسود إيران وهذه هي سياسة القتل والإرهاب والإذعان التي تمارسها طهران لفرض نفوذها في الخارج.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية