العدد 3067
الأربعاء 08 مارس 2017
banner
قناة العار اللبنانية
الأربعاء 08 مارس 2017

إن أقل ما يجب أن نفعله أن نسميها قناة العار اللبنانية، وإن أقل ما يجب أن يفعله اللبنانيون أن يقاطعوا هذه القناة إلى الأبد. لا أصدق من شدة الصدمة أن قناة تلفزيونية لبنانية تقدم هذا النموذج السيئ من البشر، مهما كانت الصيغة التي سيتم بها تقديمه! هذه القناة التلفزيونية التي تريد تحقيق مكاسب مادية بأي ثمن قامت بكل جرأة بتقديم زير نساء لبناني في حلقة تلفزيونية استمرت ساعة أو أكثر، ليحكي فيها للناس بطولاته وفتوحاته الجنسية، حيث قامت بعرض هذه البطولات بالصوت والصورة كوثائق مهمة وضرورية لإثبات مصداقية هذا الزير وغزواته!

هل وصل الإعلام إلى هذا الحد من الانحطاط لدرجة أن تلجأ قناة إلى هذا النوع من البرامج لتحقيق بطولات زائفة. رجل يقدم بالصوت والصورة علاقاته الجنسية مع 5 نساء معروفات بالاسم داخل المجتمع اللبناني من خلال برنامج تلفزيوني والمذيع الهمام يتحاور معه ويستنطقه ليقدم المزيد ويهين المزيد من النساء وعائلاتهن ويحول مدينة بكاملها إلى مدينة مجللة بالعار!

سوريا تغلي ولبنان يغلي والمنطقة كلها تحترق، وهؤلاء يقيمون الحفلات للانحطاط الأخلاقي ليعلنوا للعالم كله أنهم تافهون وجديرون بأن يحتقرهم العالم ويبصق عليهم! إذا كان هدف هذه القناة هو المال، فما الفرق بين القائمين عليها وبين بقية تجار البشر الذين يكسبون المليارات من الدعارة وتجارة المخدرات وغيرها من الممارسات غير الشريفة؟ الفرق بينهم وبين تجار البشر الآخرين هو أن تجار البشر الآخرين يمارسون تجارتهم في الخفاء ويتفننون في الهروب من الرقيب، ولكن هؤلاء يقدمون دعارتهم على الهواء مباشرة.

زير النساء الذي سمحت له قناة العار بالإساءة تم إلقاء القبض عليه فور خروجه من هذه القناة عقب انتهاء الحلقة، ولكن هذا لا يكفي، فكيف سكتت سلطات الأمن ساعة كاملة هي مدة الحلقة التلفزيونية التي عرضت مشاهد جنسية لأشخاص معروفين؟ إن أقل ما يجب أن يحدث هو محاكمة القائمين على القناة بتهمة الإساءة إلى وجه لبنان وتاريخ لبنان، فهذه ليست حرية رأي ولكنها خيبة أمل كبيرة في بلد مثل لبنان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .