العدد 3070
السبت 11 مارس 2017
banner
أعيدوا لمجلس النواب هيبته
السبت 11 مارس 2017

ليس جديدا القول إنّ شعبية المجلس النيابيّ على مدى العامين الماضيين انحدرت إذا لم نقل إنها انعدمت بشكل لا سابق له ولأسباب تتمثل في الأداء الهزيل وعدم الجديّة في طرح ما يهم المواطن. هناك من وصف المجلس بأنه الأقل أداء على صعيد الإنجازات غير أنّ الذي اتضح للمراقب أنّه كان بعيدا عن هموم المواطن وحتى في المرات القليلة التي تعرض فيها لقضاياه المعيشية فإن المحصلة كانت مخيبة للآمال. افتعال المناكفات بين بعض النواب لم يكن لتخفيف الأعباء التي يئن من وطأتها المواطن بل لتحقيق مصالح شخصية وكشكل من المزايدات، وفي الحالتين لم تتمخض عن برامج تعود بالنفع على المواطن في ظلّ ما يمر به المواطن من ارتفاع في معدلات البطالة غير المسبوقة. 

إنه لمؤسف أن يقتصر موقف بعض النواب على إصدار البيانات والبعض الآخر تدبيج المقالات الصحافية، ربما غاب عن أذهان هؤلاء أنّ المواطن يقرأ بياناتهم وكتاباتهم وهو يشعر بالاستياء كونها ليست سوى محاولة للقفز على مناقشة قضاياه واستغفالا لعقليته وتهربا من الأمانة. أما كان بمقدور هؤلاء النواب أن يلعبوا دورا حيويا ومؤثرا داخل المجلس؟ الكارثة الكبرى في أداء المجلس هو تجاهل نداءات الأهالي بحلحلة مشاكلهم وعدم الرد على مكالماتهم. 

بقراءة موضوعية لأداء المجلس النيابيّ طوال السنوات الفائتة نخرج بانطباع واحد هو أنّ كل عضو يغرّد وحيدا بمفرده وكأنّ المسألة تأكيد الحضور وليست إنجازات على أرض الواقع! المثال حيّ هنا ما شهدته الجلسة الأخيرة، فبينما كان أحد الأعضاء يطرح مسألة هجرة الكفاءات وبلغ عددهم 102 ألف مقابل عاطلين عددهم 8400 لم يجد الموضوع من الآخرين ما يستحق من استجابة!  والمثال الآخر تنفيذ مشاريع لم تكن مدرجة ضمن ميزانية العامين الماضيين! 

إنّنا كمواطنين نتمنى من الناخبين مستقبلا التدقيق في من يقع عليه اختيارهم بل أن يضعوا شروطا بحيث يصبح تقليدا وعرفا يلتزم به العضو تجاه أبناء منطقته كتخصيص ساعات محددة كل أسبوع لعقد لقاءات بناءة. لعل الدرس الذي يستخلصه المواطنون هو أنهم منحوا الفرصة لمن يفتقدون الكفاءة ولا يحترمون تعهداتهم. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .