العدد 3070
السبت 11 مارس 2017
banner
تفكك النظام الإيراني ما بين مصالح أميركا والوضع الداخلي المحتقن (1)
السبت 11 مارس 2017

اندلعت الثورة الإيرانية عام 1978 بقيادة الخميني الذي كان يقيم في فرنسا وبدأ تسجيل كلمات صوتية على أشرطة كاسيت وتوزيعها في الداخل الإيراني تحض الشعب الإيراني على القيام بثورة ضد حكم الشاه، وتم ذلك وجاء الخميني إلى إيران واستقبل كقائد للثورة وقام بتسلم زمام الأمور ووضع منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية وتسلم هو المنصب وفي تلك الحقبة بدأ تنامي نفوذه بشكل كبير في بناء الدولة الجديدة. وبالنسبة للموقف الدولي فقد كانت فضيحة إيران-كونترا أو إيران جيت أحد الشواهد الأساسية في دعم الولايات المتحدة الأميركية الدولة الإيرانية في فترة الثورة وما بعدها، بالرغم من أن الشاه “البهلوي” كان أحد حلفاء الولايات المتحدة إلا أنه في عهد الرئيس الأميركي “رونالد ريغن” وإدارته رأوا أن نفوذ الشاه قابل للتنامي في المنطقة سياسياً وعسكرياً؛ لأنه في فترة السبعينات كان هناك فائض مالي كبير لدى إيران بسبب ارتفاع أسعار النفط، ما دفع الشاه إلى العمل على زيادة القوة العسكرية لإيران وهو ما كان يشكل تهديداً على أمن إسرائيل في المنطقة التي كانت تخوض حرب أكتوبر، بالرغم من أن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية في ذلك الوقت لم تكن متوترة، وهذا الأمر أثبتته فضيحة إيران جيت التي كشفت مشاركة مسؤولين إسرائيليين في صفقة بيع الأسلحة لطهران، كما أن انخفاض شعبية الشاه في إيران دفع إدارة ريغن إلى النظر من جديد في العلاقة مع إيران خصوصاً أن الولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة وما بعدها كانت تريد الحفاظ على صورتها التي تظهرها بأنها داعمة الحريات في العالم مقابل تسلط التيارات الشيوعية التابعة للاتحاد السوفييتي، وبعد ذلك اعتبر الخميني أن أميركا وإسرائيل هما من أعداء إيران، وبدأت السلطة الإيرانية رفع شعارات التصعيد ضد أميركا وإسرائيل مستغلة إظهار الأخيرتين أنهما من أعداء الإسلام والثورة الإسلامية في إيران، وكان نهج طهران هذا من الأمور الأساسية لإبعاد أية شكوك قد تثار بعلاقة الخميني مع أميركا لاسيما في فضيحة إيران جيت. من جانب آخر، وبالنسبة لواشنطن فقد تظهر من اسم الفضيحة (Iran gate) “بوابة إيران” أنها كانت مخرجاً للولايات المتحدة، فلولا عقد إدارة ريغن هذه الصفقة لما تم الإفراج عن الرهائن الأميركيين في إيران، ولما استطاع الحزب الجمهوري بقيادة ريغن الفوز بالانتخابات الرئاسية في أميركا أمام جيمي كارتر المرشح الديمقراطي الذي كان الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي، حيث أشارت المعلومات إلى أن ريغن خاض محادثات سرية مع الإيرانيين لإفشال المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن للتأثير على الرأي العام في أميركا بفشل جيمي كارتر في هذه الصفقة، وما أيّد تلك المعلومات هو الإفراج عن الرهائن من قبل إيران بعد فوز ريغن وأدائه اليمين الرئاسية بيوم واحد فقط. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية