العدد 3071
الأحد 12 مارس 2017
banner
تفكك النظام الإيراني ما بين مصالح أميركا والوضع الداخلي المحتقن (2)
الأحد 12 مارس 2017

عندما استطاعت الولايات المتحدة تمويل حركات مسلحة مناوئة للشيوعية من عوائد صفقات بيع الأسلحة التي تمت مع طهران، والتي بدورها أعطت للأخيرة دعماً كبيراً في حربها مع العراق بحرب الخليج الأولى عندما كان صدام حسين رئيساً للبلاد في ذلك الوقت، ما جعل اعتقادا كبيراً يسود لدى الأوساط السياسية أن الدعم الأميركي لإيران قام على أساس استراتيجية محكمة تؤمن لأميركا مخرجاً لعدد من القضايا التي تخدم مصالحها، وربما ما يؤيد هذا الاعتقاد تطور الدولة الإيرانية فيما بعد حرب الخليج الأولى مع العراق، لاسيما على الصعيد النووي، إذ بدأت إيران ببرنامجها النووي في تخصيب اليورانيوم، حيث أثيرت العديد من التساؤلات عن بدئها في هذا البرنامج الذي قد يهدد أمن إسرائيل بشكل مباشر دون أن يقابل بتدخل سريع لإنهائه من قبل حلفاء تل أبيب ولاسيما الولايات المتحدة. 

وبناء على الفرضيات السابقة، يثار التساؤل حول إمكانية تكرار سيناريو مشابه في إيران قد يؤدي إلى تفكيك النظام الحالي كما تم تفكيك نظام الشاه الملكي بالثورة الإسلامية الإيرانية، وكذلك عن إمكانية توظيف ذلك لصالح الاستراتيجيات والسياسات الدولية لاسيما الدول العظمى كالولايات المتحدة الأميركية، كما أن الوضع الداخلي في إيران مهيأ على المدى المتوسط للانفجار، حيث إن النظام الحالي منذ فترة زمنية طويلة، آثر أن يبني أركانه بالاعتماد على أبناء طائفة واحدة ما أدى إلى حدوث تهميش لباقي الطوائف، كما أنه مارس عمليات الاضطهاد والقمع ضد معارضيه وضد باقي مكونات إيران العرقية والدينية ومنهم عرب الأحواز والأكراد، في ظل تكتم واضح من وسائل الإعلام الإيرانية عما يجري في تلك المناطق إذ تحصل باستمرار عمليات إعدام تصدر ضمن أحكام عرفية من قبل السلطات الإيرانية. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل سعى النظام الإيراني إلى إنشاء أجهزة استخبارات قوية وجيش فائق التسليح لمواجهة أي خطر محتمل وعلى رأس ذلك الحرس الثوري الإيراني. ومن المتوقع أن يؤدي استمرار حملات القمع لزيادة الاحتقان الشعبي ضد النظام، وظهرت بوادر ذلك في المظاهرات التي شهدتها منطقة مهاباد ذات الأغلبية الكردية على خلفية اغتصاب فتاة كردية من قبل ضابط في الجيش الإيراني. كما أن عرب الأحواز يحاولون بشكل مستمر العمل على فضح ممارسات السلطة، وتلقى أخبار الأحواز رواجاً وتعاطفاً واسعاً في الأوساط العربية، في حين يخوض البلوش السنة مواجهات مسلحة مع الجيش الإيراني في المناطق الحدودية مع باكستان ويتبنون فكرة إسقاط النظام الحالي. وفي ظل هذه الوقائع والمجريات من المتوقع إلى حد كبير أن تكون إيران مقبلة على “ربيع إيراني” قادم.  “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .