+A
A-

وكيل “الشباب”... سائقة مثالية وقدوة

تزامنا مع فعاليات أسبوع المرور الخليجي، كرم وكيل وزارة الداخلية الشيخ ناصر بن عبدالرحمن آل خليفة كوكبة من مجموعة السواق المثالين الذين يمتلكون خبرة تراكمية في القيادة لعقود ومن دون أي حوادث ومخالفات.

وجرى في الحفل تكريم وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لشؤون تنمية الشباب إيمان جناحي لخبرتها في القيادة المثالية لمدة تجاوزت 25 سنة لتكون قدوة لجيل كامل، وألا تكتفي برسم الخطط الإستراتيجية للنهوض بهم، فيما حقق حجي علوي السيد مكي شبر الرقم القياسي بين المكرمين بقيادة لمدة 44 سنة من دون أي حوادث أو تجاوزات لقانون المرور.

وشارك في حفل التكريم المدير العام للإدارة العامة للمرور الشيخ عبدالرحمن بن عبدالوهاب آل خليفة والوفود المروية الخليجية من دول مجلس التعاون، وكذلك عدد من أهالي المكرمين المحتفى بهم. 

وفي كلمة ارتجالية خرجت من القلب، عبر وكيل وزارة الداخلية الشيخ ناصر بن عبدالرحمن آل خليفة عن سعادته لوجوده بين مجموعة من السواق المثاليين. 

وتطرق الشيخ إلى ما تحمله الإدارة العامة للمرور من مكانة خاصة في قلبه، إذ عمل فيها منذ أن كان برتبة ملازم ثان إلى أن أضحى مديرها العام حتى العام الماضي. وعليه، فإن الشأن المروري يعنيه على نحو خاص.

وتوجه وكيل وزارة الداخلية بالشكر الجزيل للسواق المثاليين على الالتزام باللوائح والقوانين المرورية سواء يلعب أدوارا وظيفية مدنية منهم أم عسكرية، فأنتم تسحقون التقدير.. “شكرا ويعطيكم ألف عافية”.

وشكر الشيخ ناصر بن عبدالرحمن أيضا ضباط المرور؛ لما يمارسونه من أدوار مهمة في تنظيم الحركة في الشوارع.

 

لغط اجتماعي 

وعبر الوكيل عن حزنه لما يثار من لغط في وسائل التواصل الاجتماعية، ومحاولة إظهار الإدارة العامة للمرور كجهة لتحصيل المخالفات وتصوير الأخطاء. 

ودعا الوكيل الصحافة والمكرمين إلى إبراز الحدث، وما توليه الإدارة العامة للمرور من تقدير واهتمام بالسواق، يتمثل في تقديرهم وتكريمهم على امتداد سنوات طويلة. 

“البلاد” حرصت على الحديث مع السواق المكرمين والاستماع إلى تجاربهم، واستعراض خبرتهم في القيادة الآمنة لعقود على شوارع البحرين. 

 

لا تروح يمين 

وبلهجة غلب عليها العفوية، ينصح السائق المكرم علوي سيدمكي شبر الشباب ومستخدمي الطريق بعدم تجاوز السرعة ويحذر السواق من سوء استخدام الإشارات (لا تعطي إشارة يسار وتروح يمين).

ويردف: “كل شارع أعطيه حسابه... مو السرعة 100 وتمشي 120... لا تمسكون التلفون وانتو تمشون، ولا تنسوا الحزام”. 

كلمات بسيطة تلخص تجربة غنية لبحريني يملك سجلا يمتد لأكثر من 44 سنة من القيادة المثالية، لم يتخللها أي حوادث أو مخالفات.

 

خله يرن 

ويضيف شبر: لم أستخدم الهاتف أثناء القيادة قط، إلا إذا كان هنالك فرصة لأن آخذ موقعا جانبيا في الشارع.. مؤكدا “ما أمشي وأنا أستخدم التلفون... خله يرن.. خله ينقع”. 

ويختم حجي علوي حديثه إلى “البلاد” بتوجيه الشكر إلى الإدارة العامة للمرور وللشرطة بما يلعبونه من أدوار مهمة في تنظيم الشوارع، فطرقنا تمتاز بتنظيم جيد بفضلهم. 

بدورها، تقول وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لشؤون تنمية الشباب إيمان جناحي: لقد خضت قرابة 25 عاما، في تجربة القيادة ولم أرتكب أي حادث أو مخالفة والأمر يعود إلى الابتعاد التام عن الهاتف في السيارة.

الأمومة 

وتردف: أجل، أزلتُ “الهاتف النقال” من قاموس القيادة، وأراقب دوما السرعة المسموحة في الشارع، ولبس الحزام ضرورة لابد منها.

وتؤكد جناحي أن تجربة الأمومة لـ 3 بنات وصبي قد أضافت الكثير إلى تجربتها كسائقة مثالية، فالكبر في السن يدفع إلى المزيد من الالتزام، و”عيالي في السيارة، وأخاف عليهم”، بل أود أن أكون قدوه لهم في احترام قواعد المجتمع والطريق.

وتعبر جناحي عن شكرها للإدارة العامة للمرور على لفتة التكريم، مشيرة إلى أهمية خلق المزيد من المبادرات المحفزة للالتزام من قبل السواق.

 

قوة التركيز 

وأما المكرم رضي أحمد محمد، فيشدد على أن ضرورة “الاعتدال” أثناء قيادة الطريق، وإعطاء السائقين الآخرين حقوقهم للعبور. 

ويوضح أن قوة التركيز والانتباه لمجريات الشارع هو المفتاح لتجربة السائق المثالي عن فترة تجاوزت الـ30 سنة. 

من جهته، يقول السائق المكرم محمد عيسى النينون أن تجربته في القيادة المثالية تمتد أيضا لأكثر من 30 سنة، إذا حصلت على رخصة القيادة في العام 1986. 

 

الاستهتار 

وبمناسبة فعاليات أسبوع المرور الخليجي، يدعو النينون الشباب إلى إظهار التزام أكبر إزاء قواعد استخدام الطريق، واحترام للمجتمع وقواعده وحقوق أفراده.

ويلفت النينون الذين يسكن قرية المقشع إلى ما يرتكبه الشباب من مخالفات قانونية (تفحيط) على ساحل نورانا، وكذلك الدخول إلى (الفرقان) والمناطق السكنية بدراجاتهم النارية المسرعة. 

ويضيف: الأهم هو سلامة مستخدمي الطريق، البعض يستنكرون دور المرور، بينما هم لا يلتزمون بالقانون.

 

احتياجات خاصة 

وبشأن تجربته في القيادة المثالية لسنوات طويلة، يوضح النينون، الذي يعمل مدرسا في حقل التربية الخاصة بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية (مركز التأهيل الأكاديمي والمهني)، أن وظيفته قد أغنت تجربته الحياتية وزينته بالصبر. 

ويستطرد: أجل، مهنتي صقلت شخصيتي بصفات الصبر والرغبة في الإتقان، وبالتحلي بالروح عالية والمرونة في الحياة، فالتعامل مع طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة يتطلب الكثير. 

ويردف: بذات الإيقاع أتعامل مع مستخدمي الطريق والسواق، وأحرص دائما على ترك المسافات بين السيارات، واستخدام المرايا الأمامية والجانبية. 

 

مهندسة القيادة

وأما السائقة المكرمة كوثر فوزي التاجر، فتتحدث عن خبرة في القيادة المثالية تتجاوز الـ 16 عاما، وتوضح أن دراستها وحقل تخصصها في الهندسة المدنية وتصميم الشوارع، قد دعما تركيزها أثناء السياقة.

وتروي التاجر بفخر واعتزاز شديدين تجربة الحصول على رخصة للقيادة، والتي حصلت عليه منذ الامتحان الأول، ولم تحتاج سوى 18 ساعة تدريب هو الحد الأدنى المطلوب آنذاك. 

توضح كوثر التي تلعب دور الأمومة بأن أطفالها الأربعة لم يشغلوها يوما عن الانتباه للطريق وكل ما يدور فيه، فهي تعمد دائما لوضح أطفالها على المقاعد الخلفية، ومن ثم إغلاق الأبواب بإحكام قبل أن تلمس يدها المقود. 

باردة وبطيئة 

وتدعو التاجر الشباب ومستخدمي الطريق إلى التركيز لمجريات الطريق، فأرواح الناس “مو لعبة... تأخر بعض الوقت، ولا تجعل أهلك يبكون عليك طول العمر”.

وتؤكد أن محيطها السلبي أحيانا والدعوات لعدم الالتزام بقواعد المرور لم يؤثرا على سلوكها أثناء القيادة قط، فهي من تدفع زوجها دائما إلى ترك التلفون أثناء القيادة، ووضع الحزام دوما. 

وتستطرد: لا أكترث بمن يصف قيادتي للسيارة بـ “باردة” و “بطيئة”، فأرد عليهم بقوة: “باردة و بطيئة ولا الموت”. 

 

طموح التدريب

وتتوجه التاجر إلى الإدارة العامة للمرور بجزيل الشكر على التكريم، فهو مفاجأة لم تكن تتوقعها، ولم تكن تعرف أن هناك مكافأة للسائق المثالي إلا هذا العام.  وتعبر كوثر في ختام تصريحها لـ “البلاد” عن أملها بأن تحصل على رخصة؛ لتكون مدربة سياقة في المستقبل القريب بما تمتلكه من سجل نظيف وسمعة ممتازة، داعية الإدارة العامة للمرور لتقريب هذه الخطوة.