+A
A-

وزير الخارجية الاميركي يطمئن اليابان بشأن التهديد الكوري الشمالي

سعى وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى طمأنة أبرز حلفاء واشنطن في آسيا بان واشنطن تقف الى جانبهم في مواجهة التهديدات الكورية الشمالية المتسارعة باطلاق صواريخ.

وبدأ تيلرسون اول جولة أسيوية له في طوكيو وأجرى محادثات مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا قبل لقاء مع رئيس الوزراء شينزو آبي.

وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أثار خوفا لدى هذه الدول خلال حملته الى البيت الابيض حين اعلن ان على اليابان وكوريا الجنوبية ان تبذلا جهودا إضافية للدفاع عن أراضيهما لكنه عمد منذ توليه مهامه الى إبداء دعم كامل لهما. وكرر تيلرسون هذه الرسالة الخميس في اليابان.

وقال لنظيره الياباني في مستهل لقائهما ان "التحالف الاميركي الياباني يبقى حجر الزاوية في السلام والاستقرار في منطقة آسيا-المحيط الهادىء".

لكنه شدد على أهمية التحالف الثلاثي مع كوريا الجنوبية معتبرا أنه "أمر أساسي وخصوصا في مواجهة برامج كوريا الشمالية النووية وللصواريخ البالستية".

واضاف "أعتقد انه من المهم الاعتراف بان الجهود السياسية والدبلوماسية في السنوات العشرين الاخيرة لدفع كوريا الشمالية الى التخلي عن سلاحها النووي أخفقت" قائلا "في مواجهة هذا التهديد المتزايد، من الواضح ان تبني مقاربة جديدة أمر ضروري".

من جهته شكر كيشيدا الوزير الاميركي على دعم واشنطن.

وقال انه يثمن كثيرا "اختياره اليابان كأول محطة لزيارته الى آسيا" مضيفا ان ذلك يدل على "الأهمية" التي توليها الولايات المتحدة لهذه العلاقة.

ويغادر تيلرسون الجمعة الى كوريا الجنوبية قبل ان يزور الصين السبت.

وفي الصين سيحث المسؤولين على الضغط على نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون لوقف برامج بيونغ يانغ النووية والبالستية قبل الالتزام بمحادثات سلام محتملة.

 

اقتطاعات كبرى

وهذه الجولة هي الاولى لتيلرسون الى مناطق أزمات بعدما قام بجولات قصيرة الى بون ومكسيكو لكن المواضيع المثيرة للجدل في واشنطن تلازمه في آسيا.

فقد تظاهرت مجموعة صغيرة من الاميركيين امام السفارة الاميركية في طوكيو لمطالبة المدير العام السابق لمجموعة اكسون موبيل النفطية باحترام اتفاق باريس حول التغيرات المناخية.

وفي الولايات المتحدة اثار قراره قطع تقليد مستمر منذ خمسن عاما برفضه السماح لفريق الصحافة الدبلوماسي في واشنطن بالسفر على طائرته، جدلا.

وغادر حوالى عشرين مراسلا معتمدين في الولايات المتحدة على متن رحلات تجارية من اجل تغطية الزيارة، لكن سمح فقط لصحافي واحد تم اختياره من صحيفة محافظة صغيرة بالسفر مع الوزير على نفس الطائرة.

وفي واشنطن يعتزم ترامب ان يكشف عن خطة موازنته في وقت لاحق الخميس.

وندد دبلوماسيون سابقون بالخطة التي تدعو الى خفض تمويل وزارة الخارجية بنسبة 28% باعتبارها توجه ضربة لنفوذ الولايات المتحدة.

وفي حين ان تيلرسون يبقى بعيدا عن الاضواء، الا انه يبدو مستعدا لدعم الاقتطاعات الكبرى بتحفظ.

ويشدد مسؤولو وزارة الخارجية على ان جولته الاسيوية ستركز على كوريا الشمالية وجهود اعادة التوازن للتجارة بدون التسبب بحرب تجارية مع العملاق الصيني.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر للصحافيين "ستكون لديه مناسبة خلال كل محطة للتطرق الى الخطوات المقبلة او ما نفعله حاليا بشأن ملف كوريا الشمالية".

واضاف خلال مؤتمر صحافي قبل مغادرة تيلرسون واشنطن "انه بالتأكيد التحدي الذي تواجهه علاقاتنا وبصراحة ان امن شبه الجزيرة الكورية على المحك".

وبعد طوكيو يغادر تيلرسون الى سيول وبعدها الى بكين وسط تقارير تشير الى انه سيضع اللمسات الاخيرة على خطة لزيارة يقوم بها الرئيس الصيني شي جينبينغ الى واشنطن في نيسان/ابريل.

وقد تكون المباحثات في الصين ايجابية. فقد اعلن رئيس الوزراء لي كه تشيانغ خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع السنوي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الاربعاء ان "ثمة آفاقا واعدة للتعاون بين الصين والولايات المتحدة".

وحذر من ان الاستثمارات الاميركية في الصين ستتضرر في حال اندلاع حرب تجارية قائلا "أعتقد انه في امكاننا الجلوس والتحاور والعمل معا لايجاد حلول مهما كانت خلافاتنا".

لكن سيتعين على تيلرسون التطرق أيضا الى ملف كوريا الشمالية وسعيها لتطوير برنامج صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على تهديد مدن أميركية او قواعد في المحيط الهادىء.