العدد 3077
السبت 18 مارس 2017
banner
أسباب سقوط ملالي إيران مهيأة تماما
السبت 18 مارس 2017

من ينظر للأوضاع في إيران وما قام ويقوم به قادة نظام الملالي في إيران من نشاطات وتحركات، يجد أنهم يصرون على السباحة ضد التيار وعدم القبول بالأمر الواقع مهما كلف الأمر، وهذا هو حال وموقف هذا النظام الاستبدادي من مجريات الأحداث على عدة أصعدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، الأوضاع في داخل إيران وسوريا والعراق ولبنان، وعدم إذعانه لكل الأبجديات والمعادلات السياسية على أرض الواقع.

إصرار الشعب على رفض هذا النظام الذي أذاقه الويلات والسعي من أجل تغييره لم يعد مجرد مسألة عادية بالإمكان تجاوزها أو تخطيها، لأن الشعوب لو دخلت على الخط فإن كل المعادلات والمراهنات ستتغير وستنقلب طاولة المخططات والمؤمرات على رؤوس أصحابها، لكن مشكلة النظام الإيراني لا تنحصر فقط في دخول الشعب الإيراني على خط المواجهة ضده، إنما ذلك الاقتحام الاستثنائي لساحة الأحداث السياسية من جانب منظمة مجاهدي خلق - أبرز فصيل سياسي معارض للنظام وصاحب الدور الأكبر في إسقاط نظام الشاه عام 1979 - الذي لفت الأنظار إليه بقوة وفرض نفسه بمثابة الرقم الأصعب في المشهد السياسي الإيراني، وهذا الأمر وضع قادة النظام في موقع صعب.
لقد فشلت الخطة المشبوهة للنظام بعزل منظمة مجاهدي خلق عن دول المنطقة والعالم وحصرها في زاوية ضيقة كي لا تواصل نضالها، وكانت عودة المنظمة إلى الساحة بعد أن نجحت في تحطيم سلاسل وقيود الدجل والكذب والزيف وأثبتت براءتها من التهمة الظالمة الموجهة إليها بالإرهاب، وتوجت أهمية هذه العودة بانفتاح شعوب ودول المنطقة والعالم وأحزابها ومنظماتها عليها والنظر إليها كقوة سياسية منفتحة تناضل من أجل إيران حرة وديمقراطية.

المحاولات المستميتة التي يبذلها النظام الإيراني من أجل الإمساك بزمام الأمور في إيران والعراق وسوريا ولبنان، باتت بالغة الصعوبة، والتقارير الواردة من داخل إيران تؤكد أن الأوضاع في داخل إيران بلغت مستويات غير مألوفة واستثنائية وصار الموقف بالنسبة للنظام أصعب ما يكون بل إن بعضا من هذه التقارير تشير إلى أن النظام لم يعد بإمكانه الإمساك بزمام الأمور كسابق عهده إلى الحد الذي باتت تتواتر فيه اعترافات من جانب قادة ومسؤولي نظام الملالي بتزايد نسبة الفقر والمجاعة في إيران، خصوصا بعد أن تفاقمت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وبلغت أسوأ مستوى لها في ظل هذا النظام مثلما أن تدخلاته بلغت ذروتها في المنطقة حيث خلفت وتخلف أسوأ الآثار والنتائج والتداعيات، والشعب الإيراني بل جميع شعوب المنطقة تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يتم فيه زف بشرى سقوط هذا النظام ولاسيما بعد أن صارت أسباب وعوامل سقوطه مهيأة تماما.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .