+A
A-

وداعًا أيها المعلم.. رائد المدرسة الدلمونية غادرنا

ما ان احتجبت شمس الفنان البحريني الكبير راشد العريفي وضاقت مساحتها وتلاشت حتى تفاعلت الساحة الفنية مع خبر رحيله وعبّر الجميع عن عمق حزنهم وخالص المواساة لأهله وذويه، وقد غصت وسائل التواصل الاجتماعي بكلمات الرثاء من تشكيليين وممثلين وأدباء، حيث للفنان الراحل معزة خاصة في قلوب الجميع وهو معلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

الفنان خالد الرويعي كتب في حسابه بالانستغرام "وداعا أيها المعلم.. راشد العريفي في ذمة الله، دلمون تدين لك بالكثير".

كما كتب الفنان عزيز الكوهجي "فقدت البحرين اليوم الفنان راشد العريفي احد رواد الفن التشكيلي المعاصر الذي انتقل إلى رحمه الله تعالى بعد مسيرة حافلة من العطاء في مجال الفنون التشكيلية".

وكتب الأديب راشد نجم "الله يرحمك ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة ونعيمها".

وكتب الفنان محمود الملا "إنا لله وإنا إليه راجعون.. الفنان راشد العريفي في ذمه الله".

وكتبت شريفة سوار "لا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم ادخله فسيح جناتك".

أما الكاتبة فاطمة الصديقي فكتبت "دعوة صادقة منكم لابن البحرين الذي رفع اسم البحرين بفنه الراقي المتميز، رحم الله راشد العريفي واسكنه فسيح جناته".

"رائد المدرسة الدلمونية يغادرنا.. وسقطت وردة جميلة أخرى" هكذا كتب الشاعر عبدالحميد القائد عبر حسابه في الفيس بوك.

في بداية مشواري الصحفي وفي أوائل التسعينات التقيت بالفنان راشد العريفي في مرسمه في المنامة، وأتذكر انه كان يعمل على ترميم بعض القطع الأثرية وكأنه يحاول ان يبعث فيها الحياة من جديد، كان مرسمه عبارة عن متحف كبير وكل قطعة فيه تلقى عناية وصيانة.

كان المرسم يتميز بضربات رائعة من الألوان، الأزرق والأصفر والأبيض والأخضر، مرسما أشبه بالمبنى الكلاسيكي.

دخلت عليه وبعد الترحيب تحدث كثيرا عن والدي الأديب الراحل محمد الماجد والصداقة التي جمعت بينهما ثم أهداني لوحة صغيرة مطرزة بالفن الديلموني الذي اشتهر به وانفرد عن غيره في توظيفه بلوحاته.

بعد ذلك ألتقيته في معرض البحرين للفنون التشكيلية السنوي آنذاك واقفا أمام لوحاته وكانت بمثابة كاتولجات من الفن العالمي وسألني: هل علقت اللوحة التي أهديتها لك أم ركنتها؟ أجبته رحمه الله، لا لا أستاذي راشد لقد علقتها في مكتبي وخلفي مباشرة، فرأيت حينها الفرح في عينيه ثم التفت يغازل لوحاته في رحلة صمت.