+A
A-

أول قصيدة كتبتها كانت عن عيد الأم في الابتدائية

فتحية عجلان.. وهج الشعر وقوافل الإبداع، أم تحتضن العالم بقلبها وتسقيه كالينبوع، عرفها الزمن بطيبتها والأرض تهرول لملامسة أقدامها طلبا للبركة.

هي البلاد الرحبة لثلاث بنات "في، فيض، وفوز"، وهي النخلة ومنبت التضحية والأفراح والبهجة.

اليوم 21 مارس يصادف عيد الأم.

"البلاد" زارت الشاعرة القديرة فتحية عجلان وسارت معها فوق بلاط الأمومة.

كلمة تقولينها لكل الأمهات بهذه المناسبة؟

ليس هناك كلمة محددة تقال للأم ولا مناسبة أيضا، لأن الأم بعطائها وقلبها الذي يتسع الكون هي مناسبة، وأقول لبنات اليوم ان يقدرن الأم مثلما فعلنا نحن ولازلنا نقدرهن ونرتجف عند الوقوف أمامهن.

هل يحتفلن بناتك "في وفيض وفوز" في هذه المناسبة ويقدمن لك الهدايا؟

لقد أصبحت عادة سواء بالاحتفال أم دونه، وبناتي ولله الحمد يحتفلن بي يوميا ودون تحديد موعد مسبق، وهذه من نعم الله سبحانه وتعالى.

إذن المعنى الحقيقي ليس في الهدية وإنما في الكلمة الطيبة؟

شيء أكيد ان المعنى الحقيقي والاهم في الكلمة الطيبة، فهي التي تسعدني وكلما سمعت منهن كلمة طيبة تذكرت أمي، فأنا قد لازمتها "وقمت فيها" وهذا هو أجمل ما يشعر به الإنسان وهو رد الجميل لوالديه.

حدثينا عن مظاهر الاحتفال بعيد الأم في البحرين في تلك الفترة.. أعني فترة جيلك؟

لقد كانت مدرساتنا في المرحلة الابتدائية في فترة الستينات "مدرسة خديجة الكبرى" بالمحرق من الجالية المصرية والفلسطينية واللبنانية وكن يحتفلن بعيد الأم، وأتذكر أن أول قصيدة كتبتها كانت عن عيد الأم، وتم أخذي الى الإذاعة لتسجيل تلك القصيدة، وكنت في بالغ السعادة والفرح، حيث "فصلوا لي نفنوف يديد" ففي ذلك الزمن لا نلبس الجديد الا في الأعياد.

هل تتذكرين اسم القصيدة؟

لا أتذكرها ولكنها كانت مثل الطيف، ولكني أذكر جيدا أن مساعدة المديرة واسمها نهى كانت تطوف بي من فصل الى فصل لألقي القصيدة وتسمع الطالبات كلمات الإطراء والثناء على أدائي.

هل تتذكرين أجمل الرسائل التي ألقيتها في عيد الأم؟

لازالت فتحية عجلان تحتفظ بقلب طفلة رغم انني في الستين من العمر، وأي كلمة جميلة اسمعها عن الأم أو حتى مشهد أو موقف أبكي وأتأثر كثيرا.

أي شيء عن الأم يذكرني بالماضي الجميل وطفولتنا البسيطة "وأصيح ".

سأخرج قليلا عن مناسبة عيد الأم.. ما جديدك في الشعر؟

جديدي في الشعر هو علي الشرقاوي، فتجربتي الأخيرة مع مرضه وسفرتنا الى لندن وحتى من قبلها وأنا أدون كل شيء وأكتب عن تلك التجربة والمعاناة وعن كل احساس وشعور.

حتى إن الشاعر القطري عبدالرحيم الصديقي قال لي: اجمعي ما كتبتيه عن هذه المرحلة واصدري ديوان شعر بعنوان "لندنيات". فقد كانت بالفعل تجربة غزيرة ومليئة بالأحاسيس ورغم قساوتها إلا أن فيها نوع من الجمال والحميمية وزادتنا التصاقا أكثر.

الموقف البحريني وهذه "الفزعة" والتكريم المتواصل لشاعر البحرين الكبير علي الشرقاوي منذ رجوعه سالما إلى أرض الوطن من مختلف الجهات الصغيرة والكبيرة والمجالس ومؤسسات المجتمع المدني.. كيف تنظرين إليه؟

كل ما تحدثت عنه من حفاوة وتكريم واستقبالات لعلي الشرقاوي يؤكد حقيقة واحدة وهي أن البحريني ورغم بساطته وحياته المتعبة الا انه لازال محبا "وينقع في عينه اي شيء" والشعب البحريني على اختلاف طبقاته "ناقع في عينه" كلمات علي الشرقاوي المعبرة عن آلامهم ومحبتهم، ولذلك فهم بادلوه نفس المشاعر والفيض الغزير من المحبة.

وهذا بكل تأكيد سيعطي علي الشرقاوي دافعا للعودة الى الكتابة ورسم الكلمة الجميلة المعبرة التي تلصق على جدران القلوب قبل الآذان.

بؤس الأعين العقيمة التي لا تهتم ولا تنظر إلى الأم بوقار واحترام.. كلمة تقولها فتحية عجلان لكل عاق لأمه في هذا اليوم؟

لا أتصور ان هناك إنسانا يكون عاقا لوالديه، لابد وان هناك ظروفا جعلته يبتعد ولكن مهما طال الزمن سيرجع الى تفكيره وسيعود الى حضن الأم متأسفا، فالأم هي دنيا كاملة.

دائما أقول من أين يعيش الأديب؟

لا يمكن أن يخرج في لقاء تلفزيوني أو ينشر هنا أو هناك دون مقابل أو مردود مادي؟ ولكني لازالت أكتب والله يكون في عون الجميع.

كلمة للجيل الصاعد من الشعراء الشباب؟

كلمتي لهم شعراء وشاعرات، اكتبوا عن واقعكم ولا "تلبسون ثوب مب ثوبكم".

اعتزوا بلهجتنا البحرينية الجميلة والثرية بالمصطلحات.

وماذا تقولين للبحرين؟

البحرين هي جنة الدنيا رغم كل شيء، ولا أستطيع الابتعاد عنها مهما حصل.

نريد أبيات شعرية عن البحرين؟

أنا البحرين اهي أمي... وأهلي وعزوتي فيها

وناسي اللي افطروا بالطيب... وضحكة من لياليها

أنا البحرين لو صدت... شعوري بشوق يحويها

عزيزة يا بعد لعيون... وعيني من يداويها

إذا قالوا هل البحرين... يعني الطيب ومن فيها