+A
A-

اليوم يوم عيد الأم.. فلماذا نحتفل به وما قصته؟

يحتفل العرب في 21 مارس من كل عام بـ “عيد الأم”، الذي يعبر فيه الأبناء عن حبهم تجاه أمهاتهم، من خلال باقة ورد أو هدايا أو بطاقات معايدة.

ومحبة الأم وتقدير دورها وعطائها اللامحدود في هذه الحياة، لا يتحدد بيوم واحد. ولكن يأتي هذا اليوم لإعادة التذكير بمكانة الأم الخاصة في القلوب وهي تحتل أعلى المراتب.

كثيرة هي العبارات التي تُقال وتسرد وتكتب وتُنشر هنا وهناك للتعبير عن الأم وحبها في مثل هذا اليوم من كل عام. فهل فكرت يوماً قبل الاحتفال بـ “عيد الأم” متى بدأ؟ ولماذا يختلف يوم الاحتفال به في الوطن العربي عن باقي دول العالم؟

الفراعنة

يعتبر “الفراعنة” من أوائل الأمم التي قدست الأم، فخصصوا يوماً للاحتفال بها، وجعلوا من “إيزيس” رمزاً للأمومة، وكانت تقام في هذا اليوم مواكب من الزهور تطوف المدن المصرية، ورأى قدماء المصريين أن تمثال “إيزيس” وهي ترضع ابنها “حورس” دليلٌ قوي على الحماية والأمومة.

أما عند “الإغريق”، فقد تم الاحتفال بعيد الأم، خلال احتفالات الربيع المهداة إلى الإله الأم “ريا” زوجة “كرونس” الإله الأب، مثلهم احتفل الرومان، وكان يتم الاحتفال بعيد الأم لمدة ثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس، وهذه الأيام توافق احتفال الربيع لديهم المسمى بـ “هيلاريا”.

اليوم

أول مرة تم فيها تخصيص يومٍ للاحتفال بعيد الأم، كان في بريطانيا، تحديداً في القرن الـ 17، حيث قرر أن يكون هذا اليوم هو نفسه يوم نهاية صيام الـ 40 يوماً، وأن يذهب كافة الأبناء في بريطانيا بعد نهاية الصلاة في الكنائس للاحتفاء بأمهاتهم وإعطائهم الهدايا والزهور للتعبير عن حبهم وتقديرهم لهم.

أتت بعدها، الولايات المتحدة الأميركية، رغم أن نسبة السكان الإنكليز فيها لم تكن بالقليلة إلا أنهم نسوا الاحتفال بعيد الأم بعد أن هاجروا حتى طالبت امرأة أميركية تدعى جوليا وارد هاو بأن يخصص يومٌ للاحتفال بعيد الأم في الجرائد عام 1870، لكن جهودها لم تكلل بالنجاح، وأعادت نداءها مرة أخرى بعد عامين، واقترحت تخصيص يوم 4 يوليو، دون أن توفق أيضاً.

مصر

يعود الفضل في الاحتفال بـ “عيد الأم” في مصر والوطن العربي إلى مقالة الكاتب الكبير علي أمين، حيث قال “لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه (يوم الأم) ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق”.

"ست الحبايب"

كلما حلت ذكرى عيد الأم، يوم 21 مارس من كل سنة، تسابقت المحطات الإذاعية العربية إلى بث أغان بالمناسبة، لعل أشهرها أغنية "ست الحبايب" التي كتب كلماتها الشاعر المصري حسين السيد، ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب، وغنتها الراحلة فايزة أحمد.

ورغم مرور 50 سنة على إذاعتها مازالت هذه الأغنية في مقدمة الأغاني الخاصة بالأم، لأنها تحمل كلمات وألحانا تمس قلوب ومشاعر المستمعين.

في بداية الستينيات من القرن الماضي، ذهب الشاعر الغنائي الراحل حسين السيد (1921 - 1983) في زيارة إلى أمه التركية الأصل، في ليلة عيد الأم، وكانت تسكن في الطابق السادس من إحدى عمارات القاهرة، وبعدما صعد السلم ووصل شقة والدته، اكتشف أنه نسي شراء هدية لأمه، وكان من الصعب عليه النزول مرة أخرى، خصوصا أن المصعد كان معطلا، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلما وورقة.

وبدأ يكتب "ست الحبايب يا حبيبة

يا أغلى من روحي ودمي

ياحنينة وكلك طيبة يارب يخليكي يا أمي

زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي

ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهم بدالي

انام وتسهري وتباتي تفكري

وتصحي من الآدان وتيجي تشقري

تعيشي لي ياحبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكي

أنا روحي من روحك أنت وعايشه من سر دعاكي

بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة

وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا

يارب يخليكي ياأمي يارب يخليكي ياأمي

لو عشت طول عمري أوفي جمايلك الغاليه علي

أجيب منين عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية

نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي

لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي

يا أغلى من روحي ودمي"

فكانت لحظة ميلاد الأغنية التي استغرقت كتابتها خمس دقائق فقط.