العدد 3082
الخميس 23 مارس 2017
banner
“يودوا عيالكم”
الخميس 23 مارس 2017

أكثر من مرة يدعو وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أولياء الأمور وجميع مكونات المجتمع المدني إلى إدراك مخاطر الإرهاب والأعمال المخالفة للقانون، الأمر الذي يستدعي قيامهم بمراقبة ونصح أبنائهم بعدم الانجرار وراء الدعوات التحريضية المشبوهة التي من شأنها التورط في ارتكاب الأعمال الإرهابية، كما أن عليهم إدراك أن هناك تعاونا دوليا لمكافحة مثل هذه الأعمال الخارجة عن القانون التي أصبح العالم يرفضها ويتكاتف في سبيل مواجهتها ومحاصرة مرتكبيها.

لا شيء يفصل بين الإرهابي والمواطن الصالح سوى التربية، فهناك سياسة تربوية هزيلة تقوم أساسا على فقد الاهتمام بالوطن وتبني آيديولوجيا طائفية معادية وإيقاظ روح المظلومية والوقوع تحت التأثير الحاسم للجماعات الإرهابية والتكوين النفسي الغريب، وهذا دون شك من الأسباب التي جعلت الشباب أكثر المتورطين في الأعمال الإرهابية لأن هناك من يساعد في تكوين جيل ينفر من الإرشادات الأمنية وكل ما تقدمه الدولة للاستفادة الحقة من هذه الجهود، جيل يعمل ويدرس وفقا لطراز الجماعات الإرهابية التي تبين نفسها بأنها قوة سياسية ستضع لهم برنامج إعداد وتدريب، ليتم بعد ذلك توزيعهم على المناطق! 

هناك جهود كثيرة ومتفرعة في ميدان النصح تقوم بها الدولة من أجل محو هذه العقلية التي تفوق ملايين المرات الأمية الهجائية، وهذه دعوة أخرى من وزير الداخلية إلى أولياء الأمور الى ضرورة الإحساس بخطورة الوضع وأثره على الأبناء لأن الأسرة وحدها قادرة على تفتيت المشكلة وبذل الجهد اللازم لحماية الأبناء الذين يتعرضون للتضليل وبدل الذهاب الى المدراس يذهبون إلى ورشات  لتعلم كيفية استخدام الأسلحة والمتفجرات وقتل رجال الأمن وأعمال الحرق والتخريب. 

لماذا لا تستخلصون الدروس والعبر من ما حصل لأبنائكم، ويصر البعض على تقديمهم هدية للجماعات الإرهابية والمطلوبين للعدالة، أنتم تلحقون بأبنائكم ضررا بليغا في حين أن الدولة تريد مساعدتهم. اتركوا الخيال والغرام والهيام ومن يقول لكم إن الإرهابي هو “شهيد”، وأشير بصفة خاصة إلى هذه العقلية المدمرة التي تبعثر الشاب وتجعله يسخر مواهبه لخدمة الإرهاب ويكون الفئة الناطقة به. 

هل هناك أسرة تفرح وهي ترى أبناءها من وراء أسوار السجون؟ القضية واضحة تماما، لن تتوقف الجهود من أجل وقف كل الأنشطة الإرهابية وزلزلة الأرض من تحت أقدام الإرهابيين. بالبحريني... “يودوا عيالكم”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية