+A
A-

حياة بنت عبدالعزيز.. إسم لن يمحى من ذاكرة داركليب

لن يمحى اسم الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة من ذاكرة مشجعي وجماهير نادي داركليب بعد وقفتها المشرفة والمساندة للفريق في ليلة القبض على لقب بطولة الاندية الخليجية للكرة الطائرة.

كانت الشيخة حياة بنت عبدالعزيز تترأس وفد البحرين المشارك في الدوحة بالدورة الخامسة لرياضة المرأة الخليجية، لكنها كانت مهتمة بمشاركة داركليب والأهلي.. فعينها على منتخباتنا الوطنية وقلبها مع ممثلا الوطن.

وصلنا الى الدوحة ظهر الأحد ٥ مارس انا والزميل محمد الرميلي، فيما وصلت الشيخة حياة بنت عبدالعزيز مساء، التقينا على طاولة العشاء بفندق "فورسيزون"، وفي معرض الأحاديث الودية قالت لي  " حسن.. تواصل مع الوفدين للقاء بهم او حضور بعض مبارياتهم وتشجيعهم .. ارجوك لا تنسى..".

في خضم العمل اليومي المتواصل ابتداء من الساعة ٨ صباحا وحتى ١٠ ليلا لتغطية ٩ العاب رياضية في آن واحد كمحرر ومصور في الوقت ذاته، لم اتمكن من سرقة بعض الوقت لمشاهدة مباريات داركليب والاهلي، الشيخة حياة بنت عبدالعزيز هي الاخرى  كانت منشغلة بمتابعة تدريبات ومنافسات منتخبات الدورة، تنتقل من ملعب الى ملعب، تلبس الزي الرياضي وتجلس في المدرجات لتشجيع لاعباتنا وتتابع كل صغيرة وكبيرة عن الوفد، ناهيك عن اللقاءات الصحفية والتلفزيونية وتلبية الدعوات الرسمية.

ذات يوم وفي منتصف الدورة سألتني عن نتائج الفريقين وذكرتني مرة اخرى " نريد زيارتهم في اقرب فرصة .." لكنني كنت ادرك بأن الوقت لن يسمح لها في ظل تعدد المسابقات يومياً، حتى جاء اليوم الأخير للدورة والذي تزامن مع ختام بطولة الأندية الخليجية للكرة الطائرة.

اجريت مراسم تتويج كرة السلة على قبة اسباير يوم الجمعة الماضي، واسدل الستار على منافسات الدورة وكانت عقارب الساعة تشير الى الثامنة والنصف مساء تقريباً، همت الشيخة حياة بنت عبدالعزيز مسرعة الى السيارة، فسألت إدارية البعثة شريفة محمد الى اين هي ذاهبة؟ قالت: انها ذاهبة لحضور نهائي بطولة الاندية الخليجية وتشجيع داركليب امام العربي القطري.

انطلقت الشيخة حياة مباشرة الى صالة حمد العطية وبصحبتها مديرة البعثة مريم ميرزا والادارية شريفة محمد ومعهم علم المملكة وكأنهم كانوا على ثقة بأن اللقب سيكون من نصيب ممثل الوطن ليرفرف علم البلاد عاليا، أما أنا فقد كنت أرغب في التواجد إلا أن ظروف العمل والارتباط بالرسالة الصحافية حال دون قدرتني على الاحتفال مع أبناء وطني.

وصلت الشيخة حياة الى الصالة، ذهبت للجلوس قليلا في منصة كبار الشخصيات، لكنها لم تشعر بالراحة في ظل التزامها بالبروتكولات والرسميات المعتادة،   فتوجهت فيما بعد للمدرجات والجلوس مع جماهير داركليب الذين رسموا لوحة بنفسجية رائعة غطت المدرجات بتشجيعهم الحار والحماسي وهتافاتهم الجميلة.. هذا ما اظهرته شاشة التلفاز على قناة الكاس، حتى أن مخرج النقل التلفزيوني أعجب بحماسة الشيخة حياة فوجه عدسات الكاميرا نحوها وأعاد لقطاتها.. مكثت مع الجماهير وكان قلبها يخفق مع كل نقطة يحرزها العنيد وسط اجواء مشحونة بالتوتر والاعصاب حتى أطلق حكم المباراة صافرة النهاية ليتوج داركليب بطلا لأول مرة في تاريخه.

الشيخة حياة حرصت على النزول الى ارضية الملعب للاحتفال مع الجماهير وشاركت في تتويج الابطال وكانت الفرحة تغمرها لتضرب اروع الامثلة في حب الوطن والوقوف مع كل من يمثل البحرين في جميع الالعاب الرياضية.

الموقف الداعم للشيخة حياة يستحق ان يكون مضربا للمثل وانموذجا يحتذى به لكل القادة الرياضيين، فقد جسدت اروع صور الوفاء والانتماء وحب الوطن وهو ما نحتاج ان نتعلمه من مدرسة الشيخة حياة .