+A
A-

مجزرة في الموصل.. جثث أطفال ونساء تحت الأنقاض

أوقعت غارات نفذتها طائرات التحالف الدولي، أمس الخميس، مستهدفة ثلاثة منازل في منطقة الموصل الجديدة، 230 قتيلاً غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وكشف مصدر أمني “أن عدد القتلى الذين تم انتشالهم من تحت أنقاض أحد المنازل وصل إلى 130 جثة لأشخاص كانوا يختبئون في ملجأ داخل المنزل”.

كما أشار إلى مصرع حوالي 100 شخص آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال في قصف لمنزلين في الجانب الغربي من مدينة الموصل”. 

وأفاد المصدر “بأن فرق الإنقاذ تواصل عمليات انتشال القتلى من تحت الأنقاض في الموصل الجديدة. كما نقل شهود عيان وناشطون أن عدد الجثث تحت الأنقاض قد يصل إلى 300، مشيرين إلى أن بعضها تم انتشاله، وأن عمليات البحث والانتشال ما تزال جارية.

إلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية في الجيش العراقي، امس، بأن القوات الأمنية تلقت خلال ساعات الليل، استغاثات لإنقاذ مدنيين، غالبيتهم أطفال ونساء علقوا تحت حطام 3 منازل في الجانب الغربي من مدينة الموصل، بعد تعرضه لقصف جوي، ضمن المواجهة مع تنظيم “داعش”.

وأوضحت المصادر أن “شدة المعارك واعتماد تنظيم داعش على القصف الصاروخي على المناطق المحررة، قد منع فرق الدفاع المدني من تنفيذ عمليات لإنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض”.

وفي سياق متصل، أعلن ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق برونو جيدا امس الخميس أن نحو 400 ألف شخص لا يزالون عالقين في البلدة القديمة من مدينة الموصل في ظروف تشبه الحصار.

وقال المسؤول الأممي في اتصال هاتفي من العراق مع صحفيين في جنيف إن نحو 600 ألف شخص لا يزالون في المناطق التي لم تسيطر عليها القوات العراقية في الجانب الغربي من الموصل، بينهم 400 ألف في المدينة القديمة، مضيفا أنهم بحاجة ماسة إلى الغذاء وهم في حالة خوف شديد.

وأضاف أن الكثير من المدنيين يخشون الهرب بسبب قناصة تنظيم داعش، لكن نحو 157 ألفا وصلوا إلى مركز مؤقت منذ بدأت الحكومة العراقية هجومها على غرب الموصل قبل أكثر من شهر.

واعتبر جيدا أن “الأسوأ لم يأت بعد، لأن وجود 400 ألف شخص محاصرين في الحي القديم في حالة الذعر والبؤس تلك، ربما يؤدي حتما إلى تفجر الوضع في مكان ما وفي وقت ما، لنجد أنفسنا أمام تدفق جديد على نطاق هائل”.

ووفقا للأمم المتحدة فإن عدد النازحين قد يرتفع أثناء تقدم القوات العراقية في الجانب الغربي الذي استعادت نحو نصف أحيائه، وتحاول كسر دفاعات مقاتلي تنظيم الدولة في المدينة القديمة، وهو ما يعد هدفا إستراتيجيا في المعركة.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ليز غراندي في بيان سابق إن “منظمات الإغاثة تتحضر لاستقبال ما بين 300 إلى 320 ألف مدني إضافي يحتمل أن يفروا من الموصل خلال الأسابيع القادمة”، مشيرة إلى أن “العمليات الإنسانية في الجانب الغربي من الموصل أكثر تعقيدا وصعوبة منها في الجانب الشرقي”.

من جهتها، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” -في بيان- إن عشرات الآلاف من الأشخاص المحاصرين في الجانب الغربي لمدينة الموصل يعرضون حياتهم للخطر أثناء محاولتهم الفرار من المدينة مع استمرار العمليات العسكرية والقصف.يذكر أنه منذ 19 فبراير الماضي، تشن القوات العراقية، بإسناد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي للموصل، بعد أن أكملت، في 24 يناير الماضي، السيطرة على الجانب الشرقي، ضمن عملية عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي.