+A
A-

الشهابي: أفتخر بالإنجاز وبسواعد اللاعبات المقاتلات

لم يكن يوم الاثنين 13 مارس الجاري يوماً عادياً بالنسبة لكرة اليد البحرينية، إذ واصلت منصات التتويج باحتضان قميص منتخبنا، وهذه المرة عبر فئة السيدات اللاتن حققن المركز الثالث والميداليات البرونزية في الدورة الخامسة لرياضة المرأة الخليجية والتي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة.

هذا الإنجاز يعتبر هو الأول من نوعه لمنتخبنا للسيدات على صعيد مشاركتهن السابقة، وبكل تأكيد يعود هذا الأمر لما قدمه الجهاز الفني المتمثل في المدرب عبدالرضا سبت ومعاونه وائل أنور الشهابي من جهود جبارة خلال فترة وجيزة لتحضير وتهيئة المنتخب بالشكل المطلوب بالإضافة للجهاز الإداري لريم الدوسري التي لعبت دوراً في تسيير الأمور وتوفير سبل الراحة، وأخصائية العلاج زينب العلوي وسواعد اللاعبات اللاتي بفضلهن حققن هذا المركز المتقدم والذي يُحسب لهن ولمملكة البحرين، وهن عايشة السليطي، مروة علي، لطيفة بوحجي، هبة عبدالله، آية فيصل، فاطمة حسين، ماهيا عبدالله، نورة يعقوب، مريم رياض، فاطمة الجار، صفاء علي، سارة عبدالله، سارة فارس، كوثر عبدالمجيد، فاطمة السليطي، حنين محمد وسندس العامري.

"البلاد سبورت" التقى بالمدرب المساعد وائل الشهابي "لاعب فريق توبلي" للحديث عن هذا الإنجاز الفريد.

حدثني عن الإنجاز الفريد الذي تحقق؟

- شعور لا يوصف أبداً، كونه أول إنجاز أحققه وأنا ضمن الجهاز الفني، والفضل يعود لثقة الاتحاد البحريني لكرة اليد وللمدرب عبدالرضا سبت. أفتخر كثيراً بهذا المركز الذي حققناه لمملكة البحرين على صعيد فئة السيدات لكرة اليد، كونه يعتبر إنجاز فريد ومتقدم، ويعزز من ثقتي بنفسي في مواصلة العطاء في مجال التدريب طالما الفرصة سانحة لي لأظهر إمكاناتي.

هل كان بالإمكان أفضل مما كان؟

- نعم بكل تأكيد كان بإمكاننا تحقيق أفضل من هذا المركز، كون طموحنا جميعاً أكبر بكثير وتشريف البحرين بأفضل صورة ممكنة، ولكن واجهتنا صعوبات عدة عثرت خطواتنا عن ذلك.

وما هي تلك الصعوبات؟

- تكمن الصعوبات في قصر الفترة الزمنية التي استعديتنا فيها، إذ انحصر إعدادنا لهذه الدورة على 14 حصة تدريبية فقط، ومباشرة شدينا الرحال لدوحة قطر للمشاركة، هذه الفترة تعتبر قليلة إذا ما تحدثنا عن مشاركة بحجم دورة المرأة الخليجية والتي تتطلب تحضير فني وبدني وذهني بشكل عالٍ حتى نظهر بصورة مثالية.

حدثنا عن مباريات منتخبنا خلال الدورة؟

- لقد لعبنا 6 مباريات في 7 أيام من دورين مع منتخبات (قطر، عمان، الإمارات)، وافتتحنا مواجهاتنا بلقاء صاحب الأرض وخسرنا بحكم جاهزيته من خلال إعداده في كراوتيا، ثم اجتزنا بعزيمتنا وقتاليتنا عقبة عمان وخسرنا أمام الامارات الذي حضر نفسه لهذه الدورة عبر معسكر مقدونيا. وفي الدور الثاني تجددت خسارتنا مع قطر واكتسحنا عمان بفارق 9 وخسرنا أيضاً مع الإمارات.

كيف تقيم أداء منتخبنا خلال المباريات كلها؟

- بكل صراحة، ما قدمهن اللاعبات ترفع له القبعة ولهن كل الاحترام والتقدير على ما قدموهن من تضحيات جلية خلال فترة قصيرة من التزام وانضباط وتكاتف وروح قتالية عالية ومواجهة الإرهاق من ضغط المباريات، وكل هذا نابع من حرصهم على ديرتهن وتحقيق نتيجة مشرفة، والحمدلله وفقوا في ذلك.

هل واجهت صعوبات في التعامل معهن؟

- في البداية أوضح نقطة مهمة، أن هذه المجموعة الحالية هي نفسها من أشرفت عليها خلال برنامج اكتشاف المواهب الذي أسًس من قِبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة "وزارة شئوون الشباب والرياضة" حالياً منذ 2011، والصعوبة تكمن في الفترة الأولى التي تطلبت الوصول لهن وايصال المعلومات لعقولهن، واجتزت هذا الأمر بفضل توطيد العلاقة معهن وتعزيز الثقة فيما بيننا.

ماذا ينقص سيداتنا ليصلن للمستوى المطلوب؟

- في ظل عدم تواجد دوري نسائي محلي، واقتصار الأمر على المنتخب الوطني، وتقطع التجمعات والتدريبات، يجب وضع روزنامة واضحة المعالم من حيث الاستحتاقات المقبلن عليها، وعمل برنامج إعدادي متكامل من معسكرات خارجية وخوض مباريات ودية أو الدخول في بطولات ودية، بهدف المحافظة على الانسجام وتقوية الروابط بينهن واكتساب الخبرة والاحتكاك، الذي من شأنه أن يرتقي بهن ويرفع من معدلهن الفني ويصب لمصلحتهن ومصلحة اللعبة على المدى البعيد.

هل ترى للعبة اليد النسائية مستقبل؟

- إذا ما وجد الدعم والاهتمام من قِبل المعنيين بالرياضة البحرينية، فإن مستقبل اللعبة سيكون مشرقاً، وأنا أعي هذا الكلام، كونه نابع عن ثقة تامة بهن وبما لمسته منهن خلال معرفتي بهن طيلة السنوات الماضية. وفضلاً عن ذلك، فإن معدل أعمارهن صغير للغاية مقارنة بأعمار المنتخبات الأخرى، فمنتخبنا يتمثل بين مواليد 1990 حتى 2002، ومتى ما وجدوا الرعاية والالتفاف منذ هذا الوقت فإن الثمار الطيبة ستجنى لاحقاً.

الشيحة حياة بنت عبدالعزيز.. ماذا يعني لك هذا الاسم؟

-هذه السيدة تعتبر الداعمة الأولى للرياضة النسائية وأنا شهادتي فيها مجروحة مهما تحدثت عنها وعن مواقفها التي تبشرنا بالخير والتفاؤل. فهي دائماً المساندة لنا عن كثب، وأتذكر جيداً أنها أقبلت بعد لقاءنا الأخير في الدورة للسلام على أفراد المنتخب وتهنئتنا بسعادة غامرة، بل وكشفت له أنها حاربت من أجل تواجد سيدات اليد في هذه الدورة وراهنت عليه وفعلاً كسبت الرهان. كما أنها وعدت بالمحافظة على هذه المجموعة والاهتمام بها من أجل الاستمرار.

حُظيتم باستقبال رسمي لدى عودتكم.. ماذا يعني لك؟

- نعم، استقبال كبير تشرفنا فيه بوجود الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن عسكر ورئيس اتحاد اليد علي عيسى وبعض أعضاء مجلس إدارته، الذين هنئونا بحرارة على الإنجاز والمستويات والنتائج الطموحة، بل ولمسنا ببوادر إيجابية حول الارتقاء بالمنتخب مستقبلاً، وهذا محط اعتزاز وافتخار لهم جميعاً.

 كلمة أخيرة؟

- لديّ عدة رسائل شكر وتقدير أوجهها بشكل مقتضب، الأولى إلى المؤسسين لبرنامج اكتشاف المواهب، الذين وبفضلهم استطعنا الوصول لهذه المكانة المرموقة، والثانية إلى ثقة اتحاد اليد باختياره ضمن الجهاز الفني، والثالثة إلى مدرب عبدالرضا سبت الذي وضع ثقته في إمكانته لقيادة المنتخب بآخر مباراة بالدورة، والرابعة إلى "البلاد سبورت" التي سلطت الضوء علينا إعلامياً وكشفتنا للملئ.

عسكر ووائل الشهابي

هبة: إصرارنا قادنا لمنصة التتويج

هبة عبدالله

ترى قائدة منتخبنا هبة عبدالله أن اعتلاء منصة التتويج للعبة كرة اليد تحقق عبر إصرارهن وعزيمتهن لتشريف مملكة البحرين وعلو علمها في سماء العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت هبة لـ"البلاد سبورت" نعم، تحقيق المركز الثالث والتقلد بالميدالية البرونزية لم يأتي من فراغ، بل من تكاتف وتعاضد وجهد كبير قدمهن في 7 أيام، لعبوا من خلالها 6 مباريات لم يذوقوا فيها طعم الراحة، إذ كانو بين خوض مباراة وفي اليوم التالي يؤدون التدريب للمباراة التالية. مضيفة قهرنا فترة الإعداد القصيرة التي لم تدم إلا 14 يوم، ولم تكن كافية لتجهيز اللاعبات فنياً وبدنياً لخوض دورة بمثل هذا الحجم.

وبينت هبة لقد شعروا في بادئ الأمر للخوف والرهبة من هذه المشاركة المفاجئة لهن ولعدم وصولهن للجاهزية المطلوبة، كما أنهن لم يردن المشاركة من أجل ذلك، بل لتقديم أنفسهم بالشكل الذي يليق بهم وبسمعة البحرين والخروج من هذه المنافسات بمركز متقدم يلبي الطموح، وفعلاً تحقق مرادهم بفضل من الله سبحانه وتعالى وللروح القتالية والثقة بأنفسهن اللتان تسلحان بهن في مواجهة خصومهن.

وأكدت هبة أن شعورهن بتحقيق هذا الإنجاز لا يوصف بأي شكل من الأشكال، وسعيدين كثيراً لما حققهن وفي الوقت نفسه شعروا بالأسف لأنهم لم يستطيعوا تحقيق المركزين الثاني أو الأول وخصوصاً أن الفوارق الفنية لم تكن كبيرة ولكن عنصر اللياقة هو الذي حال بينهن وبين ذلك. مطالبة في الوقت نفسه من مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة اليد أن يولي اهتمامه ودعمه لهن كما يحدث لمنتخبات البنين والرجال، من حيث توفير لهن المعسكرات والمباريات التي يستطعن من خلالها رفع المعدل اللياقي وكسب الخبرة والاحتكاك حتى يكونوا في قمة الجاهزية لخوض أية بطولة قادمة.

ووجهت هبة شكرها الجزيل للشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة على وقوفها ومساندتها الكبيرة لهن من خلال تواجدها في الدورة ومعايشتهن بحلو أيامها ومرها، كما شكرت  الجهازين الفني والإداري على ما قدموه من جهود جبارة أثمرت عما حققهن، والشكر أيضاً لـ"البلاد سبورت" على إتاحة الفرصة لإظهار أنفسهن للوسط الرياضي.

عائشة: سعيدة.. ولكن أين الاهتمام؟

عائشة السليطي

عبرت لاعبة منتخبنا عائشة السليطي عن فرحتها العارمة للإنجاز الكبير والغالي الذي حققهن سيدات لعبة كرة اليد، معتبرة إياه تتويجاً لجهودهم وتضحياتهم التي قدموها قبل وأثناء الدورة.

وقالت عائشة لـ"البلاد سبورت" شعورهن كلاعبات لا يوصف أبداً لأنهن لم يكن يتوقعن تحقيق مركز متقدم كما حدث، بسبب عدم جاهزيتهم من جهة ولأفضلية المنتخبات المشاركة من جهة أخرى. مضيفة لم نكن مهيئين بالشكل المثالي، وكانت مشاركتنا بين القبول والرفض حتى ما قبل الدورة بـ 10أيام، بسبب ما تم تداوله أن اللجنة الأولمبية ارتأت استبعاد لعبة كرة اليد من باقي الألعاب لشح الميزانية، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم دعم ومساندة الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة التي وقفت معهن في أهلك الظروف، وجهود الجهاز الإداري والفني معهن، وعزيمة اللاعبات بإثبات أنفسهن للجميع، جعلهن يركزن منذ البداية بالوصول إلى منصة التتويج وتحقق ذلك، وهذا أن دل فهو يدل على وجود العناصر المميزة والطموحة.

وأشارت عائشة إلى أن الشيخة حياة بنت عبدالعزيز لعبت دوراً في المحافظة على اللاعبات وإشراكهن في هذه الدورة، وخصوصاً أن هناك بعض العناصر وهي من ضمنهم قد اتخذا قراراً بعدم الاستمرارية، بسبب عدم وجود الاهتمام والدعم والرعاية من قِبل المعنيين على اللعبة، ولكن بسبب الشيخة حياة وما قالته لهن (إذا حققتن إنجاز متقدم، أوعدكم بالاهتمام والدعم)، جعلتهن يواصلون المشوار ويحققن إنجاز صعب تحقيقه لو لم يكن هناك قتال وبسالة من اللاعبات.

وبينت عائشة، على رغم سعادتها، إلا أنها تشعر بالحزن والبؤس لما يناله منتخب سيدات كرة اليد من تقصير وإهمال كبير إذا ما تم مقارنته بمنتخبات نسوية في ألعاب أخرى، فهن لم يحظن بأية فرصة لإعداد أنفسهم جيداً ولم يجدن معسكرات (داخلية – خارجية) ولا لعبن مباريات منذ أشهر طويلة، واستطعن اعتلاء منصة التتويج والتقلد بالميدالية البرونزية، فماذا كان سيحقق لو استعدن كحال المنتخبات الأخرى؟

مطالبة، من إدارة اتحاد اللعبة النظر لهن بعين الاعتبار، وتسخير الإمكانات التي تجعلهن يرتقن بمستوياتهن "البدنية – الفنية" ليكن جاهزات لخوض أية بطولة ويحققن الأهداف المرجوة.